قتل متظاهران الثلاثاء برصاص القوات الأمنية في بغداد إثر تفريقها تظاهرة انطلقت في وقت سابق للمطالبة بمحاسبة قتلة ناشطين مناهضين للنظام السياسي.
وأكد مصدر طبي مقتل متظاهر "نتيجة إصابته بطلق ناري في الرقبة بعد نصف ساعة من وصوله للمستشفى"، وهو شاب من الديوانية جنوبًا يدعى محمد باقر وسيجري تشييعه الأربعاء في المدينة، فيما أكد مصدر أمني مقتل متظاهر آخر بالرصاص أيضًا.
وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو، يسمع خلالها إطلاق الرصاص الحي.
وأصيب كذلك 28 متظاهرًا بجروح، فضلاً عن 57 عنصرًا من قوات الأمن على الأقل.
العاصمة بغداد .. قبل قليل :ملاحقة وقمع الثوار الأحرار وإطلاق الرصاص الحيَّ نَحوَهُم في منطقة الحبيبية قرب معارض بيع السيارات. pic.twitter.com/PguQeaAu0s
— د.بشار سبعاوي (@BasharSabaawi70) May 25, 2021
وشارك الآلاف في التظاهرة التي ضمت أشخاصًا من مدن جنوبية مثل الناصرية وكربلاء، رفعوا صور ناشطين تعرضوا للاغتيال، لا سيما إيهاب الوزني رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء، الذي كان لسنوات عدة يحذر من هيمنة الفصائل المسلحة الموالية لإيران وأردي برصاص مسلّحين، أمام منزله بمسدسات مزوّدة بكواتم للصوت.
ولم تعلن أيّ جهة مسؤوليتها عن اغتيال الوزني، وهو أمر تكرّر في اعتداءات سابقة في بلد تفرض فيه فصائل مسلّحة سيطرتها على المشهدين السياسي والاقتصادي.
ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العراق قبل نحو عامين، تعرّض أكثر من 70 ناشطاً للاغتيال أو لمحاولة اغتيال، فيما خطف عشرات آخرون لفترات قصيرة.
وهدفت تظاهرة الثلاثاء التي بدأت بشكل سلمي قبل أن تتحول إلى صدامات بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين، إلى الضغط على الحكومة لاستكمال التحقيق في عمليات الاغتيال التي وعدت السلطة بمحاكمة مرتكبيها، لكن الوعود لم تترجم أفعالًا.
ضد الأحزاب
وتجمع المتظاهرون في ساحة الفردوس فيما تجمع آخرون في ساحة النسور قبل الانطلاق نحو ساحة التحرير مركز التظاهر في بغداد، وسط إجراءات أمنية مشددة، وانتشار مئات من عناصر مكافحة الشعب وحفظ النظام.
وهتف المتظاهرون الذين كان غالبيتهم من الشباب "بالروح بالدم نفديك يا عراق" و"الشعب يريد إسقاط النظام" و "ثورة ضد الأحزاب".
وتأتي الاحتجاجات بعد نحو عامين من انطلاقة "ثورة أكتوبر" في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، التي انتهت باستقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي وتولي مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات المسؤولية.
وكانت التظاهرات قد خمدت كلّها تقريبا في 2020 في سياق التوترات السياسية وفي مواجهة الوباء، لكن التحركات عادت إلى الظهور في عدة مناسبات، لا سيما في الناصرية جنوبا، وذهب ضحيتها متظاهرون عديدون خلال الأشهر الماضية. إلا أن تظاهرة الثلاثاء هي الأولى التي تشهد عنفا مماثلا في بغداد منذ احتجاجات تشرين.