الخميس 19 Sep / September 2024

تعيين خليفة له.. ما دلالات إبعاد علي شمخاني عن مجلس الأمن الإيراني؟

تعيين خليفة له.. ما دلالات إبعاد علي شمخاني عن مجلس الأمن الإيراني؟

شارك القصة

متابعة في "العربي اليوم" لدلالات تعيين علي أكبر أحمديان أمينًا جديدًا للمجلس الأعلى للأمن القومي خلفًا لعلي شمخاني (الصورة: غيتي)
ترأس أحمديان هيئة الأركان المشاركة للحرس الثوري بين عامي 2000 و2006 وقيادة القوات البحرية للحرس الثوري من 1997 إلى 2000.

بعد أيام من تأكيد المرشد الأعلى الإيراني أهمية التحلي بالمرونة في السياسة الخارجية كلّما لزم الأمر لتجاوز أي عقبات، أعلنت الرئاسة الإيرانية تعيين علي أكبر أحمديان أمينًا لمجلس الأمن القومي الإيراني بدلًا من علي شمخاني الذي شغل هذا المنصب منذ 2013. 

وينظر إلى شمخاني على أنه مهندس وعرّاب العلاقات الإيرانية السعودية، فخلال توليه وزارة الدفاع ساهم شمخاني في تدشين مرحلة جديدة لهذه العلاقات بعد نحو عقدين من التوتر.

وأبرم خلال زيارته للسعودية عام 2000 اتفاقية أمنية بين البلدين وهو ما خوله للحصول على أرفع وسام سعودي يعرف بوسام الملك عبد العزيز.

كما أدار شمخاني ملف المباحثات مع السعودية التي انطلقت في بغداد في أبريل/ نيسان 2020 واستمرت في بغداد ومسقط وتوجت في محطتها الأخيرة في بكين باتفاق على استئناف العلاقات بين الرياض وطهران.

لكن وقبل أشهر تعرض شمخاني لانتقادات جراء قضية علي رضا أكبري أحد المقربين منه والذي أُدين بالتجسس لصالح بريطانيا ونفذت طهران حكم الأعدام فيه في 14 يناير/ كانون الثاني الماضي.

"صراع جبهات داخلية"

أما عن سيرة خليفة شمخاني، علي أكبر أحمديان، فقد تولي سابقًا رئاسة المركز الإستراتيجي للحرس الثوري منذ العام 2006. وهو عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام في بلاده. كذلك ترأس هيئة الأركان المشاركة للحرس الثوري بين 2000 و2006. وكان قائدًا للقوات البحرية للحرس الثوري من 1997 إلى 2000.

ويناط بالمجلس الأعلي للأمن القومي الإيراني دستوريًا تحديد سياسات الدفاع والأمن القومي للبلاد، وتتصف قراراته بالإلزامية والنفاذ بعد مصادقة مرشد الجمهورية عليها.

كما يتولى المجلس تنسيق الأنشطة السياسية والاستخباراتية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية المتعلقة بالسياسات العامة للدفاع والأمن القومي، وكذلك استغلال الموارد المادية والفكرية للبلاد لمواجهة التهديدات الداخلية والخارجية.

وفي هذا الإطار، يقول الخبير في الشأن الإيراني نبيل العتوم، إن هذا القرار كان متوقعًا بالنظر لأن شمخاني تقلّد منصبه هذا منذ نحو عشر سنوات. 

ويشير العتوم في حديث لـ"العربي" من عمان، إلى أن هناك عوامل عديدة أسهمت في تنحية شمخاني متعلقة بمعركة "إرادات سياسية ما بين التيار المحافظ الذي تقوده جبهة الصمود ودعم كل من إبراهيم رئيسي وقائد الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى وزير الداخلية لهذا التغيير". 

ويوضح الخبير في الشأن الإيراني إلى "حملة شرسة طالت علي شمخاني خلال الفترة الأخيرة حيث تم اتهام أولاده بالتجارة ودار لغط في وسائل الإعلام الإيرانية المحافظة حول مرافقة نجليه وصهره في زيارة لدولة الإمارات، بالإضافة إلى قضية علي رضا أكبري".

ووفق العتوم، فقد أُتهم علي شمخاني بما يسمى بـ"التآمر والخيانة إضافة إلى أنه كان لديه وجهة نظر في التعامل مع الاحتجاجات الداخلية الإيرانية حيث تواصل مع عدد من القيادات الإصلاحية وانتقد أداء حكومة رئيسي وطالبها بانتهاج سياسة إزالة التوتر مع الداخل الإيراني".

ويضيف العتوم سببًا آخر لهذا التغيير وهو اعتبار خارجي يتعلق بالتوجه نحو الشرق مثل الصين وروسيا "فكان لا يريد الاندفاع باتجاه روسيا على حساب الصين وأن يكون هناك دور أكبر في الجانب الصيني وهو ما كان تُعارضه قيادة الحرس الثوري الإيراني"، حسب رأيه.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close