الأحد 3 نوفمبر / November 2024

تقارب وسط قضايا شائكة.. هل طويت صفحة الماضي بين إيران والسعودية؟

تقارب وسط قضايا شائكة.. هل طويت صفحة الماضي بين إيران والسعودية؟

شارك القصة

ناقشت حلقة برنامج "للخبر بقية" دلالات التقارب السعودي الإيراني وأبعاده الداخلية والخارجية (الصورة: غيتي)
رغم عودة الدفء إلى العلاقات السعودية الإيرانية أخيرًا وسط زيارات متبادلة، تبرز أسئلة عن مستقبل هذا التقارب مع وجود قضايا وملفات معقدة.

طوت الرياض وطهران صفحة قديمة في العلاقات بينهما، وفتحتا أخرى جديدة، بدأت بوساطة صينية ودشّنتها لقاءات وزراء خارجية البلدين، وعودة البعثات الدبلوماسية للعمل رسميًا.

وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال لقائه نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في الرياض، تطلّع بلاده لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تلبية لدعوة الملك السعودي.

وأبدى بن فرحان تطلّعه إلى مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، تقوم على المصالح المشتركة والاحترام والثقة المتبادلين.

من جانبه، وصف وزير الخارجية الإيراني المحادثات مع نظيره السعودي بـ"الناجحة"، مؤكدًا توسيع وتعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات، ومعلنًا قبول الرئيس الإيراني دعوة الملك السعودي لزيارة الرياض.

كما شدّد عبد اللهيان على أنّ بلاده تتخذ العديد من الخطوات لتعزيز العلاقات مع دول الجوار، وأنّ القضية الفلسطينية هي القضية الأساسية للعالم الإسلامي.

غير أن لغة التفاؤل في حديث الوزيرين، تصطدم بقضايا شائكة وملفات معقّدة قد تُهدّد مستقبل وطموح العلاقات بين البلدين، لعلّ أبرزها ملفات الحرب في اليمن وسوريا، وغيرها من دول المنطقة، بالإضافة إلى النزاع القديم الجديد على حقل الدرّة النفطي بين إيران من جهة والسعودية والكويت من جهة أخرى.

"صفحة الماضي لم تُطو نهائيًا"

وفي هذا الإطار، أوضح أحمد الشهري، الباحث في العلاقات الدولية، أنّ زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى السعودية هي خطوة متقدّمة نحو علاقات جيدة بين البلدين.

وفي الوقت نفسه، أكد الشهري في حديث إلى "العربي" من الرياض أنّه لا يُمكن القول إنّ صفحة الماضي قد طُويت بالكامل؛ إذ لا تزال هناك ملفات عالقة ومتشابكة، من بينها تفعيل الاتفاقيتين الأمنية والاقتصادية والسياسية، وملفات الحرب في اليمن وسوريا، والملف اللبناني، وأمن الخليج.

ورأى أنّ السعودية تولي في علاقاتها مع إيران، اهتمامًا موازيًا بالأمن الإقليمي وأمن المنطقة، الذي يختلف البلدان حول تفسيره، مضيفًا أن المستقبل كفيل بإيضاح ما إذا كان البلدان سيصلان إلى حل وسط في هذه الملفات.

"محطة مفصلية مهمة في العلاقات بين البلدين"

بدوره، أشار الدكتور مجتبى فردوسي بور مدير دراسات الشرق الأوسط في مركز أبحاث الخارجية الإيرانية، إلى أنّ التطوّر الذي حصل في العلاقات بين البلدين بعد اتفاق بكين، هو "تجاوز مرحلي أو محطة مفصلية مهمة للمضي قدمًا إلى الأمام" في العلاقات بين طهران والرياض.

وقال بور في حديث إلى "العربي" من طهران: إنّ هناك إرادة قوية من قيادات البلدين لتجاوز الخلافات، مشيرًا إلى ضرورة طرح بعض الملفات المتشابكة على طاولة المفاوضات.

ودعا إلى فتح المجال أمام نقاشات نخبوية في البلدين للوصول إلى خطوات إيجابية لحلّ قضايا الأمن الإقليمي والتنمية الاقتصادية المشتركة.

"الأمور ليست بالسهولة التي تبدو عليه"

من جهته، رأى الدكتور نبيل العتوم رئيس وحدة الدراسات الإيرانية في معهد الشرق الأوسط أنّ الأمور ليست بالسهولة التي تبدو عليه، ولا بالإيجابية التي تظهر على السطح خلال اللقاءات الدبلوماسبة بين البلدين.

وإذ أمل أن تتطوّر العلاقات بين إيران والدول العربية، وأن تكون تعاونية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، قال العتوم في حديث إلى "العربي" من عمّان: إنّ ما أعاق وقد يُعيق مستقبلًا تطوّر هذه العلاقات، هو علاقة إيران المتشابكة بالأزمات الإقليمية سواء في العراق أو اليمن أو سوريا أو لبنان.

وأشار إلى وجود متغيّرات نأمل أن يتمّ التعامل معها بصراحة ووضوح، وهي: "ازدواجية تعامل الحرس الثوري وسلطات الدولة في إيران بالتعامل مع الأحداث الخارجية، والتي قد تعصف بالعلاقات بين البلدين، ناهيك عن التعديلات الدستورية التي تتحدث عن أهمية بناء مجال حيوي إيراني، بمعنى دعم المستضعفين والوقوف ضد المستكبرين، إضافة إلى تعديل المناهج الإيرانية ورؤيتها لدول مجلس التعاون الخليجي".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close