الإثنين 16 Sep / September 2024

اتفاق أميركي عراقي بشأن خروج قوات التحالف.. ماذا عن توقيته وملامحه؟

اتفاق أميركي عراقي بشأن خروج قوات التحالف.. ماذا عن توقيته وملامحه؟

شارك القصة

الشهر الماضي أعلن العراق، إرجاء إعلان إنهاء مهمة التحالف الدولي على أراضيه - غيتي/أرشيفية
الشهر الماضي أعلن العراق، إرجاء إعلان إنهاء مهمة التحالف الدولي على أراضيه - غيتي/أرشيفية
يسعى العراق والولايات المتحدة إلى إقامة علاقة استشارية جديدة قد تسمح ببقاء بعض القوات الأميركية في العراق بعد الانسحاب.

توصلت واشنطن وبغداد إلى تفاهم حول خطة لانسحاب قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من العراق وهو ملف بحث كثيرًا خلال الفترة الماضية وأدى لجملة تفاهمات.

وأوضحت مصادر لوكالة رويترز، أن الخطة تتضمن خروج مئات من قوات التحالف بحلول سبتمبر/ أيلول من عام 2025 والبقية بحلول نهاية العام التالي.

وجرى الاتفاق بشكل كبير على الخطة التي تنتظر موافقة نهائية من البلدين وتحديد موعد للإعلان عنها.

وقال مسؤول أمريكي كبير: "توصلنا إلى اتفاق، وحاليًا يتعلق الأمر فقط بموعد الإعلان عنه".

ويسعى البلدان أيضًا إلى إقامة علاقة استشارية جديدة قد تسمح ببقاء بعض القوات الأميركية في العراق بعد الانسحاب.

متى الإعلان عن الاتفاق العراقي الأميركي؟

وقالت المصادر إنه كان مقررًا في البداية أن يصدر الإعلان الرسمي قبل أسابيع لكنه تأجل بسبب التصعيد الإقليمي المرتبط بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولتسوية بعض التفاصيل المتبقية.

وتشمل المصادر خمسة مسؤولين أمريكيين ومسؤولين من دولتين أخريين في التحالف وثلاثة مسؤولين عراقيين، وطلبوا جميعًا من الوكالة المذكورة عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخول لهم الحديث عن الأمر علنًا.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن الإعلان عن الاتفاق قد يحدث خلال الشهر الجاري.

وفي هذا السياق، قال فرهاد علاء الدين مستشار رئيس الوزراء العراقي للعلاقات الخارجية إن المحادثات الفنية مع واشنطن حول الانسحاب انتهت.

وأضاف: "نحن على وشك نقل العلاقة بين العراق وأعضاء التحالف الدولي إلى مستوى جديد يركز على العلاقات الثنائية في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية".

ويأتي الاتفاق بعد محادثات استمرت أكثر من ستة أشهر بين بغداد وواشنطن بدأها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في يناير/ كانون الثاني الفائت وسط هجمات شنتها جماعات عراقية مسلحة على قوات أميركية متمركزة في قواعد بالعراق.

وأسفرت الهجمات باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة العشرات، وجولات عدة من الرد الأميركي القاتل هدّدت جهود الحكومة الرامية لتحقيق الاستقرار في العراق بعد سنوات من الاضطراب.

والشهر الماضي، أعلن العراق، إرجاء إعلان إنهاء مهمة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على أراضيه، معللًا ذلك بـ"التطورات الأخيرة" في ظل وضع إقليمي متوتر والخشية من التصعيد.

وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان إن بغداد أعلنت تأجيل موعد إعلان انتهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بسبب "التطورات الأخيرة"، لكن الوزارة لم تحدد هذه التطورات.

ستغادر جميع قوات التحالف قاعدة عين الأسد الجوية غرب العراق - غيتي
ستغادر جميع قوات التحالف قاعدة عين الأسد الجوية غرب العراق - غيتي

وتبنت "المقاومة الإسلامية في العراق" خلال الشتاء أكثر من 175 عملية إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة في العراق وسوريا تستهدف قواعد تضم جنودًا أميركيين من التحالف.

ما ملامح خطة انسحاب قوات التحالف؟

ولدى الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق إضافة إلى 900 في سوريا المجاورة، وذلك في إطار التحالف الذي تشكل في 2014 لمحاربة تنظيم الدولة بعد اجتياحه مساحات شاسعة في البلدين.

وسيطر التنظيم على ما يقرب من ثلث مساحة العراق وسوريا، قبل هزيمته في الأراضي العراقية في نهاية 2017 وفي سوريا في 2019.

وتشارك دول أخرى في التحالف بمئات الجنود، منها ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا.

وبموجب الخطة، ستغادر جميع قوات التحالف قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار بغرب العراق وتقلل من وجودها في بغداد على نحو كبير بحلول سبتمبر أيلول 2025.

ومن المتوقع أن تبقى قوات أميركية وأخرى من قوات التحالف في أربيل بإقليم كردستان الشمالي لما يقرب من عام إضافي، حتى نهاية 2026 تقريبًا، وذلك لترتيب العمليات الجارية ضد تنظيم الدولة في سوريا.

ويتم الإبقاء على سرية التفاصيل المتعلقة بحركة القوات لحساسيتها العسكرية.

وسيشكل انسحاب قوات التحالف تحولًا ملحوظًا في الموقف العسكري لواشنطن بالمنطقة.

وقال رئيس الوزراء العراقي في وقت سابق إن القوات الأميركية، رغم تقديره لمساعدتها، أصبحت عامل جذب لعدم الاستقرار، إذ يجري استهدافها على نحو متكرر وعادة ما ترد بهجمات دون تنسيق مع الحكومة العراقية.

ومن المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى من سحب القوات قبل شهر واحد من الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في أكتوبر/ تشرين الأول 2025.

وقال مسؤول أميركي إن الإطار الزمني الممتد لعامين يمنح الولايات المتحدة "متنفسًا" يسمح بإجراء تعديلات محتملة إذا تغير الوضع الإقليمي.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close