يقاوم كشك بيع الجرائد في العاصمة المغربية الرباط تراجع الإقبال على الصحف الورقية.
إلا أن أشهر وأقدم بائع صحف، محمد المرضي أو "الروبيو"، كما يحلو لزبائنه مناداته؛ لا يزال صامدًا مع قلة من القراء، في مقاومة تقلبات مهنة ما عادت تغري أحدًا بالبقاء.
وعلى الرغم من أن أسباب الإحباط كثيرة، لكن الرجل يحافظ على شغفه، فعزاؤه في ذلك ربما صداقات كونها مع أجيال متلاحقة مع الصحافيين والمثقفين في المغرب.
عبد الناصر الكواي يعمل في صحيفة "العلم" واحدة من أقدم الجرائد الورقية في المغرب، يمر بين الحين والآخر بالكشك لاقتناء الصحف، وعادة لا يخلو اللقاء من مناقشة سريعة مع الرجل حول آخر مقال نشره وأحاديث أخرى في السياسة والحياة.
ويقول الصحافي عبد الناصر الكواي: إن "الروبيو صار رمزًا ثقافيًا مميزًا، لأن جل الصحافيين يقصدونه كوجهة رئيسة لكي يقتنوا المجلات والصحف، ويحصلوا على مجموعة من الدوريات".
وقبل أن يصبح على ما هو عليه، ثمة ما يثير الانتباه أو الدهشة في قصة "الروبيو" الشخصية، فقد تعلم القراءة والكتابة على كبره.
ويبدو أن الكشك له نصيب من القصة، فموقعه في قلب شارع محمد الخامس قبالة مقر البرلمان؛ جعل من صاحبه شاهدًا حيًا على أغلب الأحداث السياسية والاجتماعية التي عاشها البلد على امتداد عقود.
ولا تذكر المدن والشوارع ببناياتها ومعالمها فحسب، بل تذكر أيضًا بأبرز أناسها، فمحمد الروبيو أحد هؤلاء صار جزءًا من ذاكرة هذا الشارع الشهير، وشاهدًا على مسار الصحافة الورقية في المغرب وتحولاتها.