السبت 16 نوفمبر / November 2024

حساسية اللحوم الناجمة عن القرّاد.. ما علاقة مؤسسة "بيل غيتس"؟

حساسية اللحوم الناجمة عن القرّاد.. ما علاقة مؤسسة "بيل غيتس"؟

شارك القصة

يُعاني مئات الآلاف من الأميركيين من حساسية تجاه اللحوم الحمراء بسبب متلازمة ناجمة عن لدغات قرّاد الماشية
يُعاني مئات الآلاف من الأميركيين من حساسية تجاه اللحوم الحمراء بسبب متلازمة ناجمة عن لدغات قرّاد الماشية - أسوشييتد برس
ربط بعض روّاد مواقع التواصل زيادة الإصابة بحساسية اللحوم المرتبطة بلدغات القرّاد في أميركا بمشروع تموّله مؤسسة بيل وميليندا غيتس، فما حقيقة المتداول؟

تشير تقديرات الأبحاث الحكومية إلى أن مئات الآلاف من الأميركيين قد يُعانون من حساسية تجاه اللحوم الحمراء بسبب متلازمة ناجمة عن لدغات قرّاد الماشية.

وتحدث متلازمة "ألفا غال" (alpha-gal)، عندما يستهلك الشخص المصاب لحوم البقر أو لحم الخنزير أو لحم الغزال أو منتجات الثدييات الأخرى، وينتج عن السكر الموجود في لحوم الثدييات وفي لعاب القراد، والذي عندما ينتقل عبر جلد الحيوان عن طريق لدغة القراد، يمكن أن يؤدي إلى رد فعل تحسسي.

وربط بعض روّاد مواقع التواصل الاجتماعي زيادة الإصابة بحساسية اللحوم المرتبطة بلدغات القرّاد في الولايات المتحدة، بمشروع تموّله مؤسسة بيل وميليندا غيتس، والذي يتضمّن تعديل قرّاد الماشية وراثيًا.

وذكر أحد العناوين الرئيسية التي انتشرت على نطاق واسع: "قام بيل غيتس بتمويل الأبحاث المتعلّقة بقراد الماشية المعدلة وراثيًا، والآن يعاني 450 ألف أميركي من حساسية اللحوم الحمراء بسبب متلازمة ألفا-غال الناجمة عن لدغات القراد"

لكنّ وكالة أسوشييتد برس أوضحت أنّ برنامج تعديل قرادة الماشية بهدف تقليل عددها وحماية الماشية، يقتصر حتى الآن على العمل المختبري في بريطانيا، وأنّ القرّاد الذي يتمّ الحديث عنه قد تمّ القضاء عليه إلى حد كبير في الولايات المتحدة وأنّه لا يلدغ البشر.

"علاقة مستحيلة علميًا"

وأكد نيل موريسون، كبير مسؤولي الإستراتيجية في شركة "Oxitec" التي تُجري البحث والتي تلقت بالفعل دعمًا من مؤسسة "غيتس"، أنّ العلاقة بين الإثنين "مستحيلة علميًا".

وقال موريسون لوكالة اسوشييتد برس: "جرى البحث في مختبرات الشركة في بريطانيا، ولم يتم إجراء أي بحث ميداني بقرّاد معدّل وراثيًا".

وينصبّ تركيز "Oxitec" على القرّاد الآسيوي الأزرق أو "Rhipicephalus microplus"، واستخدام جينة ذاتية التحديد لتقليل أعدادها من أجل حماية أفضل للماشية والحد من الخسائر الاقتصادية المرتبطة بلدغات القراد والأمراض.

وعلى الرغم من أنها تُثير مشكلات في أجزاء أخرى من العالم، فقد تمّ القضاء على هذا النوع من القرّاد إلى حد كبير في معظم أنحاء الولايات المتحدة.

هل يلدغ قرّاد الماشية البشر؟

بدوره، شدّد سام تيلفورد، أستاذ الأمراض المعدية والصحة العالمية بجامعة تافتس، والذي عمل على القراد والعدوى المنقولة بالقراد لأكثر من 35 عامًا، على أنّ قرّاد الماشية "لا يلدغ البشر".

يتغذّى قرّاد الماشية على الماشية والحيوانات ولا يُحدّدون البشر كمضيفين لهم
يتغذّى قرّاد الماشية على الماشية والحيوانات ولا يُحدّدون البشر كمضيفين لهم- غيتي

وأضاف أنّ قرّاد الماشية "لا يُهاجم البشر، وبالتالي لا يُمكن ربط متلازمة ألفا غال بقراد الماشية المعدلة وراثيًا".

وأوضح تيلفورد أنّ "القرّاد يتكيّف مع التغذية على حيوانات معينة. ويتغذّى قرّاد الماشية على الماشية والحيوانات ذات الصلة، مثل الغزلان. إنّهم لا يُحدّدون البشر مضيفين لهم".

عام 2011، نشر الباحثون لأول مرة بحثًا يربط بين متلازمة "ألفا غال" ولدغات القرّاد مع التركيز على "اليغموش الأميركي" (Amblyomma Americanum).

وكان ذلك قبل عقد من قيام مؤسسة "غيتس" بتمويل برنامج "Oxetic" الخاصّ بالحد الذاتي من قرّاد الماشية.

وأعلنت المؤسسة لأول مرة عام 2021، أنّها ستُقدّم لشركة "Oxitec" حوالي 1.5 مليون دولار لمشروع جدوى أولي. وفي أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت المؤسسة أنّها ستمنح الشركة 4.8 مليون دولار أخرى لمواصلة تطوير البرنامج.

تابع القراءة
المصادر:
أسوشييتد برس