كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت، استهدافه للمنظومة الصحية شمالي قطاع غزة، في محاولة واضحة لإخراجها عن الخدمة وإجبار السكان الفلسطينيين على النزوح.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعزّز استهدافه للمستشفيات في شمال قطاع غزة، من خلال حصاره واستهدافه المباشر للمستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة خلال الساعات الماضية.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي في مدينة غزة إسلام بدر، باستشهاد مريضين في قسم العناية في المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، إثر تدمير قوات الاحتلال مولّد الكهرباء ما أدى إلى انقطاع الأوكسجين عنهما.
والسبت، توغّلت الدبابات الإسرائيلية شمال قطاع غزة وصولًا إلى بوابة المستشفى الإندونيسي في منطقة الشيخ زايد، وحاصرت المستشفى وهدمت جزءًا من سوره، وأطلقت النار على مرافقه، بينما قطعت التيار الكهربائي عنه.
وقال مدير المستشفى الإندونيسي مروان السلطان، في بيان: "لدينا 30 مصابًا حاليًا في المستشفى بخلاف المرضى، منهم 10 يحتاجون رعاية خاصة وأكسجين على مدار الساعة، وهم معرضون للقتل العمد في حال استمرار انقطاع التيار الكهربائي".
وأضاف السلطان أنّ الوضع "بات كارثيًا مع استمرار الحصار على محافظة شمال غزة، التي تتعرّض للإبادة الجماعية، بينما يستخدم الاحتلال تدمير المنظومة الصحية وسيلة للضغط وإجبار المواطنين على النزوح من شمال غزة".
استهداف مستشفى العودة
وبالقرب من المستشفى الإندونيسي، يقع مستشفى العودة في تل الزعتر، ومستشفى كمال عدوان. وجميع تلك المستشفيات على مرمى حجر من آليات الاحتلال الإسرائيلي، التي تُسيطر بالنار على الطرق المؤدية إليها.
واستهدف الاحتلال بالمدفعية الطابق العلوي في مستشفى العودة ثلاث مرات، ما أسفر عن إصابة عدد من الطواقم الطبية، إضافة إلى استهداف بوابة المختبر داخل ساحة مستشفى كمال عدوان ما أدى إلى استشهاد شخص.
كما حلّقت طائرات "كوادكابتر" فوق مستشفى كمال عدوان، مع إطلاق الرصاص في محيطه.
من جهته، أوضح مدير مستشفى العودة محمد صالحة في حديث إلى التلفزيون العربي، أنّ القدرة الاستيعابية للمستشفى باتت محدودة جدًا مع استمرار توافد الشهداء والجرحى جراء القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة في شمال القطاع.
وأضاف صالحة أنّ أقسام المستشفى ممتلئة تمامًا، بينما يتمّ علاج عدد كبير من الجرحى على الأرض في أروقة المستشفى، ومثلها جثامين الشهداء توضع على الأرض.
ووصف الوضع في مستشفيات شمال القطاع بـ"الكارثي"، داعيًا إلى تدخّل عاجل من المجتمع الدولي.
وسبق أن استهدف الاحتلال المستشفى الإندونيسي ومستشفيات أخرى بشمال القطاع مرات عدة، مخلفًا مئات الشهداء والجرحى.
إلى ذلك، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة باستهداف مدرسة "أسماء" التي تؤوي نازحين في مخيم الشاطىء غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 7 فلسطينيين وجرح آخرين.
واستشهد 3 فلسطينيين في قصف مدفعي إسرائيلي غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وارتفعت بذلك، حصيلة الشهداء في الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ صباح اليوم إلى 32 شهيدًا.