كشف البيت الأبيض اليوم الأحد أن المحادثات متعددة الأطراف التي جرت في باريس قادت إلى "تفاهم" حول اتفاق محتمل يقضي بإطلاق حماس سراح أسرى ووقف جديد لإطلاق النار في قطاع غزة.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان لشبكة "سي إن إن": "اجتمع ممثلو إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر في باريس وتوصلوا إلى تفاهم بين الدول الأربع حول الملامح الأساسية لاتفاق رهائن لوقف مؤقت لإطلاق النار".
وأضاف أن الاتفاق "لا يزال قيد التفاوض بشأن تفاصيله. ولا بد من إجراء نقاشات مع حماس عبر قطر ومصر، لأنه في نهاية المطاف سيتعين عليها الموافقة على إطلاق سراح الرهائن"، حسب قوله.
وتابع ساليفان: "هذا العمل جار. ونأمل أن نتمكن في الأيام المقبلة من الوصول إلى نقطة يكون فيها بالفعل اتفاق متماسك ونهائي بشأن هذه القضية".
"نتنياهو يراوغ ويتهرب"
وكانت حركة حماس قد اعتبرت الأحد أن "أجواء التفاؤل بقرب التوصل لاتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى" مع إسرائيل "لا تعبر عن الحقيقة"، فيما تتواصل الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع منذ خمسة أشهر.
جاء ذلك في بيان للحركة على لسان مصدر قيادي في "حماس"، وسط أنباء عن استئناف مفاوضات التهدئة الخاصة بقطاع غزة، وفق إعلام مصري.
ونقل البيان عن المصدر،الذي لم يسمه، قوله: إن "أجواء التفاؤل بقرب التوصل لاتفاق بشأن صفقة التبادل لا تعبر عن الحقيقة"، مشيرًا إلى أنّ "حماس تعاملت مع الوسطاء (قطر ومصر) بإيجابية من أجل إنهاء معاناة شعبنا ووقف حرب الإبادة".
وتابع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يراوغ ويتهرب من الاستجابة لأهم مطالب المقاومة بوقف العدوان والانسحاب التام وعودة النازحين لشمال قطاع غزة"، وفق ذات البيان.
وأردف: "قتل شعبنا بالتجويع في شمالي القطاع جريمة إبادة جماعية، تهدد مسار المفاوضات برمته"، بينما تتواصل الهجمات الجوية والبرية على مناطق الشمال التي أعلن برنامج الأغذية العالمي إيقاف تقديم المساعدات الغذائية الحيوية إليها إلى "حين توفر الظروف الآمنة".
"تفاؤل وترقب" في إسرائيل
وفي هذا السياق، كان مراسل "العربي" من غلاف غزة أحمد دراوشة قد أفاد بأن إسرائيل تواصل بث "روح التفاؤل" عما تم التوصل إليه في العاصمة الفرنسية باريس، وتتحدث عن اتفاق حول تهدئة تدخل حيز التنفيذ خلال أسبوعين مع دخول شهر رمضان.
ووفقًا لمراسلنا، تترقب تل أبيب رد حركة حماس على ما تم التوصل إليه في باريس. لكن التوقعات بخصوص هذا المفاوضات ستكون شاقة ولن يتم الانتهاء منها خلال يومين وربما قد تستمر حتى الدقائق الأخيرة قبل دخول رمضان، حسب قوله.
ويتزامن ذلك مع حديث مسؤول إسرائيلي، الأحد، عن أن المناقشات بشأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة "شهدت تقدمًا كبيرًا"، بحسب القناة الإسرائيلية الـ(12) الخاصة.
وقال المسؤول، الذي لم تكشف القناة عن هويته، إن "إسرائيل سترسل خلال الأيام القليلة المقبلة وفدًا إلى قطر لمناقشة التفاصيل كاملة".
والأسبوع الماضي، أظهرت اجتماعات في القاهرة إصرار "حماس" على إنهاء الحرب على غزة، وهو ما ترفضه إسرائيل، بحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وتقدّر تل أبيب وجود نحو 134 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.