أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن التاريخ سيحكم على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب "قراره العدواني" بهجومه على أوكرانيا"على حد تعبير بايدن الذي لفت إلى أن الشعب الروسي لا يرغب بهذه الحرب.
وأتت تصريحات رجل البيت الأبيض وسط تقارير عن معارضة قوى روسية داخل السلطة لقرار الحرب.
خارطة القوى والسلطات في روسيا
ووفقًا للدستور فإن روسيا الاتحادية دولة فيدرالية ديمقراطية ذات نظام حكم شبه رئاسي، وتتكون من 85 وحدة إدارية، اثنتان منها تتمتعان باعتراف دولي محدود.
وتتمحور مراكز القوى وفقًا للدستور في 3 سلطات، وهي السلطة التشريعية وتتكون من مجلس الدوما المؤلف من 450 عضوًا ومن 166 للمجلس الاتحادي، والسلطة التنفيذية وتتمثل برئيس الجمهورية، والسلطة القضائية في المحاكم.
إلا أن كثيرين يرون أن مركز القوة يقبع في مركز الكرملين وهو مقر الرئيس الروسي، والذي يعني القلعة باللغة الروسية، وبيد مجلس الأمن القومي.
وكانت صحيفة الغارديان قد نشرت تقريرًا عن 4 مسؤولين روس يشكلون ما يعرف بمجموعة "سليوفيكي" التي لها تأثير في تغذية قرارات الرئيس بوتين.
وتتشكل هذه المجموعة من رئيس مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف ورئيس جهاز المخابرات سيرغي ناريشكين ورئيس جهاز الأمن الاتحادي ألكسندر بورتنيكوف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو.
كما لطبقة الأوليغارش الروس المقربين من بوتين والذين شملت بعضهم عقوبات غربية مؤخرًا دور في صناعة القرار وأبرز هؤلاء، قطب تجار المعادن أوليغ ديريباسكا، الذي يوصف بأنه يعمل لصالح الحكومة الروسية، ومدير شركة الغاز العملاقة "غاز بروم" أليكسي ميلر، ومالك نادي تشيلسي الإنكليزي رومان أبراموفيتش، ورجل الأعمال يفغيني بريغوجين المقرب من بوتين ومؤسس مجوعة المرتزقة "فاغنر" المتهمة بإرسال مقاتلين إلى أوكرانيا ومناطق ساخنة أخرى.
من قام بتضليل بوتين؟
وفي هذا الإطار، أوضح المعارض الروسي ألكسندر سولوفييف أن أبرز مقربي الرئيس الروسي قاموا بتضليله وكانوا يقنعونه بأن أوكرانيا ستسقط خلال أيام.
وأضاف في حديث إلى "العربي" من قبرص، أن مجموعة "سليوفيكي" هي من تقوم بتضليل بوتين، مشيرًا إلى أن هذه المجموعة مغيبة تمامًا عن الحقيقة وتعتقد أن أوكرانيا جزء من روسيا.
ولفت سولوفييف إلى أن الكثير من القادة الروس يريدون التخلص من بوتين لكنهم لا يستطيعون ذلك، لأن الرئيس الروسي لم يفسح المجال لأي منهم بأن يكون قريبًا منه جسديًا، مضيفًا أن بوتين يقضي معظم وقته في أماكن غير معروفة.
وتابع أن هناك تنافسًا "دمويًا" داخل أجهزة المخابرات الروسية، وأن بعض الفروع تحاول تدمير الفروع الأخرى، كما أنهم يحاولون تلفيق بعض الفضائح للشخصيات العامة أو فضح بعض المعلومات الحقيقية، لابتزاز بعض الشخصيات.
واستبعد أن يضغط الأوليغارش على الرئيس بوتين لتغيير سياساته، معتبرًا أنهم خائفون وليس لديهم الشجاعة.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا هجومًا عسكريًا على أوكرانيا، تبعته ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلّي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلًا في سيادتها".