لقي ثلاثة عناصر من فرق الإطفاء حتفهم إثر سقوط مركبتهم في وادٍ شمالي المغرب بينما كانوا يشاركون في جهود مكافحة حريق في إحدى الغابات، وفق ما أفادت السلطات المحلية الثلاثاء، مشيرة إلى توقيف 4 أشخاص يشتبه بأنهم أشعلوا النيران.
وكشف مصدر من السلطات المحلية في محافظة المضيق أن "ثلاثة من أفراد المديرية العامة للوقاية المدنية لقوا مصرعهم أمس الإثنين، فيما أصيب اثنان آخران بجروح بليغة إثر سقوط المركبة التي كانوا يستقلونها في منحدر وادٍ".
ووقع الحادث "أثناء أدائهم لواجبهم المهني في مكافحة الحريق" الذي اندلع في غابة تقع بمحافظة المضيق الفنيدق. وأشار المصدر إلى أن عنصري الإطفاء المصابَين نقلا إلى مستشفى متخصص بمدينة طنجة المجاورة، لتلقي الإسعافات الضرورية.
حرائق مع موجات حر شديدة
في غضون ذلك، لا تزال الجهود متواصلة لإخماد الحريق الذي اندلع مساء الإثنين، حيث استعانت فرق الإنقاذ بطائرات متخصصة في إطفاء الحرائق. وأتت النيران على حوالي 90 هكتارًا من الغطاء النباتي، حسب تقديرات أولية.
وأسفرت تحقيقات أولية للشرطة عن توقيف أربعة أشخاص "يشتبه في وقوفهم وراء إضرام النيران".
وأشارت السلطات إلى أنه "تمّت تعبئة مختلف الموارد البشرية والوسائل والمعدّات اللوجستية لمكافحة النيران، بما في ذلك الاستعانة بطائرات متخصصة بإخماد النيران من نوع كانادير".
وأكدت السلطات أن جهود فرق التدخل "ما زالت متواصلة بهدف السيطرة على ألسنة اللهب والحد من انتشارها وتفادي مخاطر انتقالها إلى أماكن آهلة بالسكان".
وكانت حرائق غابات اندلعت في بؤر عدة شمال المملكة، تسببت بمقتل أربعة أشخاص في يوليو/ تموز. وأتت هذه الحرائق التي تزامنت مع موجات حر شديد، على ما يقارب 10300 هكتار في عدة غابات شمالي البلاد، بحسب تقديرات رسمية.
وشهد المغرب في السنوات الأخيرة اندلاع حرائق غابات خلال الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وتفاقمت النيران هذا العام بفعل جفاف استثنائي.
ولمواجهة آثار هذه الحرائق أعلنت السلطات في يوليو برنامجًا لإعادة تشجير نحو 9 آلاف هكتار من الغابات المتضررة، إضافة إلى دعم مالي للمزارعين وسكان القرى المجاورة الذين تضررت بيوتهم.