أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، السبت، أن إرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات ثانية إلى شرق البحر المتوسط يأتي في إطار "ردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل، أو أي جهود لتوسيع الحرب في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس".
وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس قد أطلقت عملية "طوفان الأقصى" ضد أهداف عسكرية والمستوطنات في مناطق غلاف قطاع غزة المحاصر وأسفرت عن مقتل أكثر من 1500 إسرائيلي بينهم عدد كبير من الجنود والضباط.
حاملة طائرات أميركية ثانية
وستنضم حاملة الطائرات "يو إس إس أيزنهاور" ومجموعة السفن الحربية التابعة لها إلى الحاملة "جيرالد فورد"، التي سبق وأن تم نشرها في المنطقة في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" قبل أسبوع.
وقال أوستن في بيان: إن نشر السفن الحربية يشير إلى "التزام واشنطن الحازم بأمن إسرائيل وتصميمنا على ردع أي دولة أو جهة غير حكومية تسعى إلى تصعيد هذه الحرب".
يأتي ذلك فيما تتواصل الغارات الدموية الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم التاسع على التوالي مخلفة شهداء وجرحى، فيما يهدد الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع عدوانه على القطاع، وسط دعوات دولية إلى التهدئة وفتح المعابر والممرات الإنسانية.
وفي هذا السياق، رأى الكاتب والباحث السياسي عبد الرحمن يوسف، أن الحكومة الأميركية انتقلت من الدعم لإسرائيل إلى المشاركة والتواطؤ مع "كيان يستعمل كمخلب قط ضد دول الشرق الأوسط".
وأضاف في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أن "الولايات المتحدة ستكون موجودة لمنع أي ردعٍ لقوات الاحتلال الذي يمارس مجازر بحق الفلسطينيين".
اتصالات بايدن
وفي نفس اليوم الذي تم فيه الإعلان عن نشر حاملة الطائرات الثانية، شدد الرئيس الأميركي جو بايدن في مكالمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على دعم واشنطن لجهود حماية المدنيين.
وقال البيت الأبيض في بيان حول المكالمة الهاتفية: إن النقاش تضمن "تنسيق الولايات المتحدة مع الأمم المتحدة ومصر والأردن وإسرائيل ودول أخرى في المنطقة، لضمان حصول المدنيين الأبرياء على الماء والغذاء والرعاية الطبية"، من دون ذكر غزة بشكل مباشر.
كما تحدث بايدن السبت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع، منددًا بـ"هجوم حماس الوحشي على إسرائيل"، حسب قوله.
وقال بايدن لعباس وفقًا لبيان البيت الأبيض: إن "حماس لا تدافع عن حق الشعب الفلسطيني في الكرامة وتقرير المصير".
من الوساطة إلى التحريض
واعتبر الباحث السياسي عبد الرحمن يوسف خلال حديثه إلى "العربي" أنه لطالما قدمت الولايات المتحدة نفسها، كوسيط في الصراع خلال محادثات السلام التي توقفت منذ 2014، لكنها اليوم لم تكتف بدعم إسرائيل فحسب، بل لعبت دورًا تحريضيًا، سواء في أداء الكونغرس أو الإعلام، وصولًا إلى البيت الأبيض.
وذكّر يوسف بمقولة بايدن السابقة، حين كان عضوًا في مجلس الشيوخ، حين أطلق عبارته الشهيرة: "لو لم تكن إسرائيل موجودة، لأوجدناها"، حيث وصف نفسه بالصهيوني.
وأشار الكاتب والباحث السياسي، إلى أن تواطؤ الإدارة الأميركية في الحرب على غزة، سيتجلى برفع الفيتو في مجلس الأمن عند أي محاولة لردع إسرائيل عما تفعله، بالرغم من الإدانات الدولية الحقوقية، للمجازر التي ترتكبها هذه الأخيرة في قطاع غزة.