دعوات إلى فتح المعابر الحدودية.. الأزمة الإنسانية تتفاقم شمال سوريا
تتضاعف آثار انقطاع المساعدات على النازحين في مناطق شمال غرب سوريا، بعد إغلاق المعابر الحدودية أمام قوافل الإغاثة منذ 11 من يوليو/ تموز الجاري، عقب فشل مجلس الأمن الدولي في تبني قرار بتمديد آلية دخول المساعدات.
وتتفاقم أحوال النازحين سوءًا، مع ارتفاع تكاليف المعيشة وتزايد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، التي خلفتها الحرب على البلاد.
مخاوف من نفاد مخزون المساعدات
وبدأت المنظمات الإنسانية العاملة شمال غرب سوريا، باستهلاك المخزون المتوفر لديها، وهو ما يثير مخاوف لدى المنظمات من استهلاك كامل المخزون، والدخول بمراحل جديدة من العجز التي ستخلف تبعات كارثية على النازحين في المنطقة.
في هذا الصدد، يقول حسام المحمد مدير مخيم "التعاون" العشوائي بريف حلب: "سوف تحصل مجاعة، وكارثة، الناس سيفضلون الموت بالقصف على الموت من الجوع وعدم قدرتهم على إطعام أولادهم".
بدوره، حذّر فريق "منسقو استجابة سوريا" من استمرار توقف دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود، خاصة للنازحين في المخيمات والعوائل التي تضررت من الزلزال.
ويتطلع النازحون في المخيمات إلى جانب المنظمات الإنسانية إلى تجديد الآلية الخاصة بإدخال المساعدات، بعيدًا عن المناورات السياسية داخل مجلس الأمن الدولي، وإعادة تفعيل دخول قوافل الإغاثة من المعابر الحدودية مع تركيا قبل تفاقم الأوضاع الإنسانية.
تحذير من إغلاق معبر باب الهوى
ويشكّل توقف المساعدات عبر الحدود، تحديًا كبيرًا للجهود الدولية والإنسانية في المنطقة، ويعرض حياة آلاف العوائل النازحة للخطر، في ظل الأوضاع المعيشية المتردية.
فتزداد الأوضاع الإنسانية لسكان شمال غرب سوريا تفاقمًا منذ الزلزال المدمر الذي ضربها في فبراير/شباط الماضي، لا سيما وأن المنطقة تعتمد على معبر باب الهوى الحدودي للحصول على المساعدات الإنسانية.
هذه الأوضاع، دفعت رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند إلى إطلاق تحذير من أن المأزق الذي تواجهه الأمم المتحدة بشأن معبر باب الهوى، يعرض أكثر من 4 ملايين سوري هناك للخطر.
كما حذّر ميليباند، من أن سكان شمال غرب سوريا ليس في وسعهم تحمل موجة جديدة من المعاناة عقب صدمة الزلزال، وحثّ مجلس الأمن الدولي "على القيام بعمله واستئناف العمل في المعبر الإنساني".
وتأتي هذه التصريحات، بعد أكثر من أسبوعين على إخفاق مجلس الأمن في تجديد التفويض الخاص بمعبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا، حيث تعيش الغالبية العظمى هناك في فقر شديد، ويعتمدون على المساعدات.
هذا وتكتظ منطقة شمال غرب سوريا بسكان نزحوا من شتى المحافظات أو أعيدوا من تركيا، لذلك حذرت 8 منظمات من المجتمع المدني في سوريا من إعادة اللاجئين قسريًا.
تعاظم الكوارث
وحول هذا الموضوع، يؤكد خالد العيسى المدير العام لجمعية "عطاء" للإغاثة الإنسانية العاملة في الشمال السوري، أن المنطقة تعاني منذ أكثر من 10 سنوات من أزمة إنسانية كبيرة، في حين تم ربط المساعدات بموافقات مجلس الأمن.
فكان الشمال السوري تحت مرمى "الفيتو" الروسي مرارًا وتكرارًا وفق العيسى، ما حال إلى إيقاف المساعدات الإنسانية في وقت وصلت فيه نسبة البطالة بالمنطقة إلى 86%، وتلقى 2 مليون شخص مساعدات إنسانية بشكل مباشر، وأكثر من 2 شخص يتلقون المساعدات بشكل غير مباشر.
ويردف مدير عام جمعية "عطاء" في حديث مع "العربي": "كل اقتصاد الشمال السوري معتمد على المساعدات الأممية وغيرها، وبإغلاق معبر باب الهوى والتعنت الروسي في الفيتو الأخير يعرض كل هؤلاء الناس إلى مجاعة حقيقية وكارثة".
كما يتطرق العيسى في مداخلته من اسطنبول، إلى أن الشمال السوري يعاني أصلًا من انهيار في المنظومة التعليمية، والمياه، والصرف الصحي، والطاقة. والآن تمنع عنه أبسط حقوق الإنسان في إيجاد المأكل.