Skip to main content

دعوات لحظر مشاركتهم.. فرنسا تتعهد بحماية الإسرائيليين في الأولمبياد

الإثنين 22 يوليو 2024
تنشط المظاهرات المنددة بالإبادة الإسرائيلية في غزة داخل فرنسا- غيتي

تعهد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، مساء الأحد، بتوفير الحماية للبعثة الرياضية الإسرائيلية خلال دورة الألعاب الأولمبية التي تنطلق في باريس يوم الجمعة المقبل، وعلى مدار 24 ساعة متتالية.

ويأتي التعهد الرسمي من السلطات الفرنسية، على خلفية الاحتجاجات المتزايدة المطالبة بحظر مشاركة إسرائيل في الألعاب الأولمبية، على غرار ما حصل مع روسيا بعد هجومها على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022. 

نواب "فرنسا الأبية"

وتبدأ دورة الألعاب وسط مخاوف أمنية واضحة في وقت تتصاعد فيه التوترات الجيوسياسية نتيجة الحربين في أوكرانيا وغزة، ولا سيما أن العدوان الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني أصبح مثار اهتمام الحركة اليسارية في فرنسا، وفي مقدمتهم نواب حزب "فرنسا الأبية" الذين يشددون على منع الوفد الإسرائيلي من المشاركة بسبب المجازر المرتكبة في غزة، التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وقال دارمانان في مقابلة مع قناة تلفزيونية مساء أمس الأحد، إنه ستتم حماية "الرياضيين الإسرائيليين" على مدار الساعة خلال دورة الألعاب الأولمبية، وذلك بعد 52 عامًا على عملية ميونخ الشهيرة في عام 1972، والتي قتل فيها 11 إسرائيليًا من الوفد المشارك بالألعاب الرياضية حينها. 

وتعمل إسرائيل على استغلال الحدث لإعادة التذكير بمقتل عدد من رياضييها في 1972، فيما يدعو نواب يساريون وشخصيات فرنسية داعمة للقضية الفرنسية إلى حشد التضامن الواسع ضد الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لا سيما الأربعاء مع انطلاقة مسابقة كرة القدم. 

ومن المُقرّر أن يخوض المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم مباراته الأولمبية الأولى أمام مالي على ملعب "بارك دي برانس" في باريس الأربعاء، قبل يومين من حفل الافتتاح، في حين أعلن مكتب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ الأحد أنه سيحضر يوم الجمعة عرض القوارب على نهر السين، وسيركز على إحياء ذكرى ميونخ. 

"غير مرحب بهم"

وكان النائب اليساري توما بورت قد قال إن الوفد الإسرائيلي غير مرحب به في فرنسا، ودعا إلى احتجاجات على مشاركته في الأولمبياد.

وظهر بورت في مقطع مصور وهو يدلي بتصريحاته، وقال وسط تصفيق الجماهير: "نحن على بعد أيام قليلة من حدث دولي سيقام في باريس، وهو دورة الألعاب الأولمبية. وأنا هنا لأقول لا، الوفد الإسرائيلي غير مرحب به في باريس. الرياضيون الإسرائيليون غير مرحب بهم في دورة الألعاب الأولمبية في باريس".

وأدى ذلك لتحرك سريع من الدبلوماسية الفرنسية، حيث سارع وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه خلال اجتماع أمام نظرائه من الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم الإثنين إلى التأكيد باسم البلاد على أن "الوفد الإسرائيلي، مرحب به في فرنسا للمشاركة في هذه الألعاب الأولمبية".

وذكر أنه سيؤكد على هذه النقطة في اتصال هاتفي وشيك مع نظيره الإسرائيلي قائلًا: "سأبلغه بأننا نضمن أمن الوفد الإسرائيلي".

وسرعان ما برزت تهمة "العداء للسامية" في وجه بورت، واستخدمها النائب السابق في حزب الجمهوريين، ماير حبيب، حيث وصف الجبهة الشعبية الفرنسية بأنها "حزب معاد للسامية"، في حين قال بول بينفي أحد مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية الذين ينسقون أمن بعثة الولايات المتحدة، لوكالة رويترز إن المشاعر المعادية لإسرائيل هي "واحدة من عدد من القضايا"، التي تنظر فيها واشنطن و"جزء من تحليل مستمر لتحديد الاتجاه صوب تعديل إستراتيجياتنا".

بورتس بالوشاح الفرنسي متوسطا زملاءه في إحدى المظاهرات الداعمة في باريس- غيتي

"الإبادة ليست رياضة"

لكن بورت ليس حالة فردية، فنواب الحزب الذي يضم النائب اليساري، انبروا للدفاع عن موقفه وتأييده، وكتب النائب إيمريك كارون زميل بورت في حزب فرنسا الأبية: "العلم الإسرائيلي الملطخ بدماء أبرياء غزة، لا ينبغي أن يرفرف في باريس هذا الصيف".

من جهته، قال مانويل بومبار، أحد كبار المسؤولين في الحزب والنائب عنه في البرلمان، على منصة إكس إنه يدعم بورت "في مواجهة موجة الكراهية التي يتعرض لها".

وأضاف بومبار: "في ظل انتهاكات الحكومة الإسرائيلية المتكررة للقانون الدولي، من المشروع أن نطلب أن ينافس رياضيوها تحت راية محايدة في دورة الألعاب الأولمبية".

وبعد الجدل الذي أثاره، أكد النائب اليساري تصريحاته يوم أمس على موقع صحيفة "لو باريزيان"، وشدد على أنه يدافع عن موقف "واضح وثابت" لحزب الجبهة الشعبية.

وطالب بورت الدبلوماسية الفرنسية بالضغط على اللجنة الأولمبية الدولية "لعدم قبول رفع علم ونشيد إسرائيل في هذه الألعاب الأولمبية على غرار التعامل مع روسيا على خلفية حربها في أوكرانيا"، وأضاف أنه "يجب وضع حد للمعايير المزدوجة".

وفي علامة على مدى تعقيد المسائل الأمنية المحيطة بالوفد الإسرائيلي، تم نقل احتفال تأبين الرياضيين الإسرائيليين الذين قتلوا في ميونخ عام 1972 من أمام مبنى بلدية باريس إلى السفارة الإسرائيلية، وسط مخاوف من تصعيد الاحتجاجات على مشاركتهم في الألعاب الرياضية، وسط شعار بات مرفوعًا في أغلب التظاهرات الداعمة لقطاع غزة وهو: "الإبادة ليست رياضة". 

وستنطلق دورة الألعاب بحفل افتتاح طموح يبحر فيه الرياضيون في نهر السين على قوارب. والمشاركة في الحفل اختيارية، ورفض المسؤولون الإسرائيليون تحديد ما إذا كان الرياضيون الإسرائيليون سيشاركون أم لا.

المصادر:
التلفزيون العربي - رويترز
شارك القصة