الخميس 12 Sep / September 2024

في نواكشوط.. مؤتمر إفريقي يوجه نداء لوقف القتال في السودان

في نواكشوط.. مؤتمر إفريقي يوجه نداء لوقف القتال في السودان

شارك القصة

مراسل "العربي" ينقل التطورات الميدانية في الخرطوم مع تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ليلًا (الصورة: الأناضول)
بينما تواصل وساطات إقليمية ودولية محاولات التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، شرّدت الحرب المستعرة أكثر من 2,5 مليون سوداني بين نازح ولاجئ.

وجه المشاركون في "اللقاء التشاوري لعلماء دول الساحل الإفريقي والسودان"، اليوم الثلاثاء، نداء إلى أطراف الصراع في السودان من أجل وقف القتال المتواصل منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.

وشارك في اللقاء عدد من العلماء وقادة الرأي في إفريقيا، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية.

ودعا البيان الختامي للملتقى الذي استضافته العاصمة الموريتانية نواكشوط يومي الإثنين والثلاثاء، "لإيقاف القتل والقتال بين الأطراف المتصارعة في السودان وتغليب المصلحة العامة صونًا للدماء المعصومة والأعراض المصونة".

كما طالب اللقاء بـ"اعتماد الحوار وسيلة وحيدة لحل النزاعات وتبني مبادرات سلمية يقودها أبناء البلد من أجل إنهاء القتال".

وتشهد الخرطوم ومدن أخرى، اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، وأوقعت المعارك الدائرة أكثر من ألفي قتيل، وفقًا لتقديرات يرى خبراء أنّها أقلّ بكثير من الواقع.

وبينما تواصل وساطات إقليمية ودولية محاولات التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، شرّدت الحرب المستعرة أكثر من 2,5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في دارفور، بحسب ما قالت الأمم المتّحدة اليوم الثلاثاء.

توصية بـ "إنشاء وتنظيم قوافل للسلام"

وحذّرت الأمم المتّحدة والاتّحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد من أنّ النزاع "اكتسب الآن بُعدًا عرقًيا" مع "هجمات على الهوية".

كذلك فإنّ الأمم المتّحدة تتحدّث عن احتمال وقوع "جرائم ضدّ الإنسانية".

ووفق البيان الختامي، فقد شهدت جلسات اللقاء على مدى يومين مداخلات ومناقشات معمقة تناولت أهم قضايا الوضع الراهن في دول الساحل الإفريقي والسودان.

كما أوصى المشاركون في اللقاء بـ"إنشاء وتنظيم قوافل للسلام يقودها الأئمةُ والقيادات المجتمعية من مختلف العرقيات والقبائل بالسودان ودول الساحل ليكونوا رسل وئام وسلام في المناطق التي تعاني من الحروب الأهلية والصراعات الدموية".

وحث المجتمعون على القيام بعمل مستعجل لمساعدة اللاجئين والمهجرين من السودان ودول الساحل، من خلال تأمين الملاذ الآمن والاحتياجات الطبية والغذائية لهم.

وشدّدوا على ضرورة "تعزيز وتفعيل دور الشباب والنساء في بناء السلم المحلي، والإسهام في رسم السياسات وبناء الشراكات، لتعزيز استقرار المجتمعات وحفظ السلم فيها".

والملتقى التشاوري نظمه "المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم" وهو إحدى مبادرات "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة"، برئاسة رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، الشيخ عبد الله بن بيه، وينظم سنويًا مؤتمر دوليًا في نواكشوط يبحث قضايا وأزمات القارة الإفريقية.

هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة

ودخلت هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" حيز التنفيذ صباح الأحد الماضي، بوساطة سعودية أميركية، وتنتهي عند الساعة 06:00 صباح غد الأربعاء بتوقيت الخرطوم (04:00 توقيت غرينتش).

وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بخرق الهدنة. وأفاد مراسل "العربي" في الخرطوم وائل محمد الحسن باندلاع اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدة مواقع في الخرطوم وأم درمان الليلة الماضية واستمرت حتى ساعات متأخرة من الليل. 

وكان المجتمع الدولي تعهّد خلال اجتماع عقد في جنيف، الإثنين الماضي بتقديم 1،5 مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاجه المنظمات الإنسانية وفقًا لتقديراتها الميدانية.

ويعتمد 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكّان السودان، على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة في بلد يغرق في الدمار والعنف بسرعة "غير مسبوقة"، وفق تعبير الأمم المتّحدة.

وحذّر مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان إدي راو، الثلاثاء الماضي، من أنّ "الاحتياجات الإنسانية بلغت مستويات قياسية في وقت لا تبدو فيه أيّ مؤشّرات على نهاية للنزاع".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close