غير آبه بتحذيرات الصين، يلتقي رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي رئيسة تايوان تساي إنغ وين في كاليفورنيا بحضور نحو 20 عضوًا من الكونغرس.
وبهذه الخطوة، يحذو مكارثي حذو رئيسة مجلس النواب السابقة الديمقراطية نانسي بيلوسي التي زارت تايوان العام الماضي، ما أثار غضب بكين التي ردت بمناورات واسعة حول الجزيرة، اعتبرتها تايبيه تمهيدًا لغزوها.
لكن قرار مكارثي لقاء رئيسة تايوان على أرض الولايات المتحدة اعتبر بمثابة تسوية تجدد الدعم لتايوان، مع تجنب إثارة توتر مع الصين في الوقت نفسه.
متجاهلا تحذيرات #الصين.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعتزم لقاء رئيسة #تايوان في #الولايات_المتحدة.. كيف ردت بكين؟ تقرير: محمد الشياظمي pic.twitter.com/kApyxJV2aI
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 4, 2023
فالصين التي توعدت بالرد واتهمت مكارثي باللعب بالنار، خرجت قنصليتها في لوس أنجلوس ببيان لتؤكد أن اللقاء سيلحق مزيدًا من الضرر بالعلاقات بين بكين وواشنطن.
وترى بكين التي تستند إلى دعم المجتمع الدولي لمبدأ الصين الواحدة، أنه لا مجال لإقامة علاقات دبلوماسية مع الصين وتايوان في آن واحد.
وتأتي محطة رئيسة تايوان في الولايات المتحدة في ظرف حساس، بعدما زادت الصين ضغوطها منذ تولي الرئيسة تساي السلطة عام 2016.
كيف سيكون رد الصين؟
وفي هذا الإطار، يرى الباحث المتخصص في الشؤون الآسيوية أدهم السيد أن اللقاء بين مكارثي وتساي سيزيد من تأزم العلاقات الأميركية الصيني التي تسير منذ سنوات بشكل تصاعدي نحو التأزم.
ويضيف في حديث لـ"العربي" من بكين، أنه من المتوقع أن تقوم الصين بإجراءات مماثلة كتلك التي اتخذتها بعد زيارة بيلوسي إلى تايوان، مثل تنفيذ مناورات عسكرية وفرض بعض العقوبات على شخصيات أميركية.
ويشير السيد إلى أن من يعرف الصين يدرك أن بكين لا تنجر إلى ملعب الآخرين، بل لديها ملعبها الخاص ومصالحها وأهدافها ولا تخرج من هذا الإطار.
ويضيف السيد أن الولايات المتحدة بهذه الخطوات المستمرة حيال تايوان، تستفز الصين بهدف جرها إلى مكان لا تريده بكين.
ويخلص إلى أن الصين سترد على طريقتها الخاصة، وهي تتوقع في يوم من الأيام من خلال المفاوضات السلمية ومن خلال الضغط السلمي أن تستعيد تايوان إلى ما يسمونه حضن الوطن.
وتعتبر بكين جزيرة تايوان التي تضم 24 مليون نسمة، أرضًا صينية لم تتمكّن حتى الآن من إعادة توحيدها مع بقية أراضيها منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية في 1949.
وكانت الصين عبّرت عن معارضتها لأي اتصالات رسمية بين الجزيرة والولايات المتحدة التي تقدم لتايوان دعمًا عسكريًا في مواجهة بكين منذ عقود.