شهدت صناعة زيت الزيتون في ليبيا وفرة كبيرة ما جعل البلاد تحتل المرتبة الحادية عشرة عالميًا في إنتاح زيت الزيتون، بحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو".
ويقدر عدد أشجار الزيتون بأكثر من ثمانية ملايين شجرة، وتعد مدينة غريان أشهر المدن الليبية التي تنتج زيت الزيتون بجودة عالية.
ويشيع قطاف الزيتون في فصلي الشتاء والخريف ويتم جني المحصول أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني ومنتصف شهر سبتمبر/ أيلول بأنواعه المختلفة.
وبعد رحلة قطاف الزيتون يتكدس المحصول أمام واحدة من المعاصر التي اشتهر مالكوها بأنهم الأقدم في صناعة زيت الزيتون منذ أكثر من خمسين عامًا. ووسط الضجيج وبعد فترة زمنية يتم عصر المحصول بهدف فصل الزيتون عن مخلفات عملية استخلاصه الطويلة.
إشكالية الجفاف
ويقول عدنان الأجنف مالك إحدى المعاصر: "إن في الزيت جميع المكونات الغذائية التامة والأساسية ويحتوي على قيمة غذائية كبيرة".
وتشتهر مدينة غريان بوجود نحو 26 معصرة منها القديمة والحديثة تنتج أكثر من مليونين ونصف المليون لتر من زيت الزيتون سنويًا. ويرى كثيرون أن الحفاظ على هذه الصناعة ضرورة وطنية لدعمها والحفاظ على استمرارها.
وفي هذا الإطار، يقول الباحث والخبير في مركز البحوث الزراعية والحيوانية مصطفى المحجوب الفيتولي: إن هناك إمكانية لزيادة إنتاج زيت الزيتون وهناك عراقيل.
رفضًا لصفقة القرن.. مزارعون فلسطينيون ينظمون فعالية لزراعة أشجار الزيتون في غور الأردن #التلفزيون_العربي pic.twitter.com/koUlnb4Fj7
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 1, 2020
ويوضح الفيتولي في حديث لـ"العربي"، من طرابلس، أن هناك تحديات تواجه زيادة الإنتاج ومن أهمها حدوث موجات الجفاف في السنوات الأخيرة، بحيث هناك نحو 70% من الأشجار تعتمد على مياه الأمطار.
ويشير الخبير إلى أن ليبيا تمر هذه الفترة بالعام الثالث من الجفاف على الرغم من تحسن الوضع هذه السنة إلا أن الجفاف بشكل عام أثر بشكل كبير في الإنتاج وانخفض بمقدار 30%.
والتحدي الثاني الذي يواجه هذا الإنتاج هو احتياج أشجار الزيتون إلى عمالة كبيرة، إضافة إلى تطوير المعاصر الخاصة. وفي ليبيا هناك 300 معصرة منتشرة على مختلف أنحاء ليبيا. وهذا العدد يحتاج لزيادة حجم العمل في هذه المعاصر حتى تستوعب كميات أكبر من الزيت، بحسب الفيتولي.