تروّج آلة الدعاية الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي بدعم من الإعلام الغربي، مزاعم عن أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" تُساعد حركة "حماس" في قطاع غزة.
ففي 14 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، نشرت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية تقريرًا تتّهم فيه وكالة" الأونروا" بمساعدة "حماس"، وأنّ الوكالة تمثّل فرعًا للحركة في قطاع غزة.
وانتشرت هذه المزاعم سريًعا على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعمتها حسابات إسرائيلية معروفة على غرار "إنتل تايمز" الذي يعمل في مجال التحقّق الصحفي المفتوح المصدر، والذي نشر بدوره صورة تُظهر حقائب الإسعافات الأولية التابعة للوكالة على مركبة عسكرية، مع تعليق يدّعي تجهيز هذه المركبات الداعمة لحماس بإسعافات أولية من قبل "الأونروا".
كما نشر الادعاء نفسه موقع "The Spectator Index" الذي نسبه بدوره إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وواصلت الحسابات الإسرائيلية الترويج لهذه الرواية المزعومة، فنشرت صورة تظهر على أنّها تغريدة لحساب وكالة الأونروا تقول فيه إن مخازنها الطبية سُرقت من قبل أشخاص يتبعون لحماس.
كما تزعم الصورة أنّ الوكالة قامت بحذف هذه التغريدة.
ورغم نفي "الأونروا" عبر حسابها الرسمي كل ما يتمّ تداوله، واصلت الحسابات الإسرائيلية الترويج لروايتهم الزائفة.
وغرّد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصّة "إكس"، أنّ الأونروا حذفت التغريدة بعد تهديدات من "حماس".
وعلى هذه الوتيرة، استمرّت الحسابات الإسرائيلية في حملتها، حتى بعد القصف الإسرائيلي لمستودعات "الأونروا" في 17 أكتوبر الحالي في إطار رد جيش الاحتلال على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها كتائب القسّام في السابع من أكتوبر الحالي.
وفحصت وحدة التحقيقات في "العربي" المقاطع المصوّرة للأضرار التي لحقت بمخازن الوكالة في 17 أكتوبر، تبيّن أنّها مشاهد حديثة وقعت في الإحداثيات التي تطابقت معالمها مع المقاطع المتداولة والخرائط التي اطلع عليها.
تناقض الروايات وإصرار الجانب الإسرائيلي على الترويج لادعاءاته، دفعنا للبحث أكثر في نشاط حملة الترويج التي سجّلت أكثر من 80 ألفًا و760 منشورًا من أصل أكثر من 49 ألف حساب.
وشكّلت الحسابات المحدّدة الجنس نسبة 36% فقط من المنشورات، ما يؤكد سيطرة اللجان الإلكترونية على هذا النشاط.
وهو ما يؤكده الجدول التالي للحسابات الأكثر تفاعلًا في النقاش.
وتُخفي العديد من الحسابات هويتها مع تعريف نفسها بحروف وكلمات غير منتظمة.
واعتمد سلوك هذه الحسابات على أسلوب النشر عبر "Spam"، لنشر الادعاءات الداعمة للرواية الإسرائيلية.
ومن خلال التدقيق في توقيت نشر التغريدة، تمكّن فريقنا من رصد أنّها تنشر في وقت محدّد، في دليل يؤكد التحكّم بها برمجيًا.
ولم يغب أسلوب إعادة النشر من أجل تضخيم المحتوى، عن نشاط اللجان التي عمدت إلى إظهار دعم وهمي من خلال إعادة نشر المنشورات الداعمة لإسرائيل من دون التعليق ونشر الآراء.
تضع إسرائيل ثقلها في الفضاء الإلكتروني من أجل تبرير جرائمها وترويج الذرائع لها. فيما تواجه ادعاءاته من قبل المنظمات الأممية ووكالات حقوق الإنسان، التي تتحدث اليوم عن عدم وجود مكان آمن في غزة حتى لطاقمها بعد تسجيل عدد من الضحايا في صفوفه جراء القصف الإسرائيلي.