أفادت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الأحد، بأنه لم يتضح بعد كيف ستحقق روسيا ما أعلنته من زيادة كبيرة في عدد جنودها بالجيش، لكن من غير المرجح أن تؤدي تلك التعزيزات إلى زيادة قوتها القتالية في أوكرانيا بشكل كبير.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع مرسومًا بزيادة عدد أفراد القوات المسلحة إلى 2.04 مليون من 1.9 مليون مع دخول الحرب في أوكرانيا شهرها السابع.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في إفادة دورية عن الحرب: إنه "لم يتضح ما إذا كان سيتم تحقيق ذلك من خلال تجنيد المزيد من المتطوعين أو زيادة أعداد المجندين إلزاميًا".
وأضافت الوزارة على تويتر أنه في كلتا الحالتين، من المحتمل ألا يكون لذلك تأثير كبير على الحرب في أوكرانيا نظرًا إلى أن "روسيا فقدت عشرات الألوف من جنودها في حين يتم تجنيد عدد قليل جدًا من الجنود الجدد المتعاقد معهم، أما الخاضعون للتجنيد الإلزامي فهم من الناحية الفنية ليسوا ملزمين بالخدمة خارج الأراضي الروسية".
زيادة عديد الجيش الروسي
في غضون ذلك، سيبلغ عديد الجيش الروسي مليوني عسكري بينهم 1,15 مليون جندي، مقابل 1,9 مليون بينهم ما يزيد بقليل عن مليون مقاتل عام 2017، وفق المرسوم الذي نشرته الحكومة ويدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير/ كانون الثاني.
وبمعزل عن الموظفين المدنيين، تبلغ هذه الزيادة عمليًا 137 ألف عسكري، أي أكثر من 10% من القوة القتالية الحالية.
واتخذ هذا القرار الذي لم يوضح المرسوم أسبابه، في وقت يشن الجيش الروسي منذ أكثر من ستة أشهر هجومًا على أوكرانيا باهظ الكلفة على صعيدي العديد والعتاد.
وبعدما فشلت القوات الروسية في السيطرة على كييف في بداية الهجوم، ركزت هجومها على شرق أوكرانيا وجنوبها، حيث لم تشهد خطوط الجبهة تقدمًا يذكر في الأسابيع الأخيرة.
وتفادى الكرملين حتى الآن إعلان تعبئة عامة، وهو إجراء يخشاه العديد من الروس.
كما تأتي زيادة عديد العسكريين الروس في وقت تشهد العلاقات بين موسكو والدول الغربية أزمة غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة.
"الحرب ستطول"
وفي حديث سابق لـ"العربي"، أوضح يفغيني سيدروف، الكاتب الصحافي الروسي المستقلّ، أن الأمر بزيادة عدد القوات الروسية يكمن في أن هذه الحرب سيطول أمدها بسبب وصول المزيد من الإمدادات من الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، ما يفرض مبدأ التداول في العمل العسكري، منعًا لإرهاق القوات التي تحارب حاليًا في أوكرانيا.
وأضاف سيدروف أن انضمام فنلندا والسويد قريبًا إلى حلف شمال الأطلسي، يفرض على روسيا تعزيز وجود قواتها العسكرية على حدودها الشمالية.
وأشار إلى أن الجنود الجدد سيكونون من المتطوّعين الذين لا يملكون أي خبرة قتالية، وبالتالي سيحتاجون إلى فترة من التدريب تمتدّ إلى العام المقبل، وهو ما يؤشر إلى أنهم سينضمون إلى العسكريين الموجودين في الجبهة في منتصف العام المقبل تقريبًا.