يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، كندا وهي الدولة الحليفة المقربة لبلاده في دعم مواجهة روسيا، حيث من المتوقع أن يلقى فيها ترحيبًا أكثر دفئًا مما تلقاه من بعض السياسيين الأميركيين في زيارته الأخيرة.
وقال مسؤول حكومي كندي إن بلاده تعتزم الإعلان خلال زيارة الرئيس زيلينسكي عن إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا.
وكندا تعد واحدة من أكثر الدول تأييدًا لكييف في المواجهة المتواصلة مع روسيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.
كندا ستواصل دعم أوكرانيا
وقال رئيس الوزراء جاستن ترودو أمس الخميس لصحفيين بنيويورك: "ستواصل كندا دعم أوكرانيا مهما طال الوقت وسنقف دائمًا بثبات للدفاع عن سيادة القانون والنظام القائم على القواعد الدولية".
ومن المقرر أن يُلقي زيلينسكي كلمة أمام البرلمان في أوتاوا ثم يعقد مؤتمرًا صحفيًا مع ترودو.
وأوضح إيهور ميشالتشيشين المدير التنفيذي للكونغرس الأوكراني الكندي، وهي مجموعة ضغط، أن كندا مؤثرة بالنظر إلى عضويتها في كل من مجموعة الدول السبع وحلف شمال الأطلسي، وأشار إلى أن جميع الأحزاب السياسية الكندية تدعم أوكرانيا.
وخلال مقابلة قال ميشالتشيشين: "لذلك أعتقد أنه حري بالرئيس أن يتوقع ويطلب المزيد من شركائه الكنديين، إذا أراد أصدقاء أوكرانيا انتصارها في الحرب، فإن الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي تجديد الدعم العسكري وزيادته".
وهناك 1.4 مليون شخص من أصل أوكراني في كندا، وهو ثالث أكبر تجمع للأوكرانيين في بلد واحد بعد أوكرانيا وروسيا.
وعلى الرغم من عدم وجود مثل هذه الانقسامات في كندا، فهي لا تمتلك الموارد المالية أو الاحتياطيات العسكرية التي تتمتع بها الولايات المتحدة وألمانيا وغيرهما من الداعمين الرئيسيين.
ومنذ بداية 2022، تعهدت كندا بتقديم مساعدات لأوكرانيا بأكثر من ثمانية مليارات دولار كندي (5.9 مليارات دولار)، منها مساعدات عسكرية بأكثر من 1.8 مليار دولار كندي.
ترقب لصفقة أسلحة
ونوه المسؤول الحكومي الكندي بأن صفقة الأسلحة التي يرجح أن يعلنها ترودو اليوم ستكون أكبر من تلك التي كشفت عنها أوتاوا يوم الأحد الفائت، وكانت قيمتها 33 مليون دولار كندي لمساعدة كييف على شراء أنظمة دفاع صاروخي.
وطلب المسؤول عدم الكشف عن هويته لأنه لم يتم الاتفاق على التفاصيل النهائية بعد.
وضمن هذه الجزئية، قال ديفيد بيري، وهو محلل أمني لدى المعهد الكندي للشؤون العالمية، إنه يتوقع أن تقدم أوتاوا المزيد من مركبات الدعم القتالي، إلى جانب تدريب طيارين أوكرانيين على مقاتلات إف-16 في إطار اتفاق الأسلحة.
وفي واشنطن، ناشد زيلينسكي مشرعين أميركيين مواصلة الدعم وسط ارتياب لدى الجمهوريين بشأن ما إذا كان ينبغي للكونغرس الموافقة على حزمة جديدة من المساعدات.
دبابات "أبرامز ام 1" الأميركية ستصل أوكرانيا
وضمن سياق الدعم الأميركي لأوكرانيا في صد الهجوم الروسي المتواصل منذ 19 شهرًا، أعلن الرئيس جو بايدن أمس الخميس أن أولى دبابات "أبرامز ام 1" الأميركية ستصل أوكرانيا في "الأسبوع المقبل" لتعزيز قدرات كييف في التصدي للقوات الروسية في هجوم مضاد يسير ببطء.
وقال بايدن في البيت الأبيض وإلى جانبه زيلينسكي: "في الأسبوع المقبل تصل أولى دبابات أبرامز الأميركية إلى أوكرانيا".
وأكد أنه وافق على الشريحة التالية من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، والتي قدّرها البنتاغون بـ325 مليون دولار.
وتشمل شريحة المساعدات صواريخ للدفاع الجوي وذخيرة لمنظومات هايمارس الصاروخية وأسلحة مضادة للدبابات وطلقات مدفعية.
واشنطن لن تقدم لكييف صواريخ "أتاكمس"
لكن الحزمة لا تشمل صواريخ "أتاكمس" الأميركية البعيدة المدى التي طالبت بها كييف مرارًا.
وتشمل الحزمة طلقات مدفعية عيار 155 ملم تحوي ذخائر عنقودية كانت واشنطن قد وافقت للمرة الأولى على تزويد أوكرانيا بها في يوليو/ تموز الماضي، رغم مخاوف من مخاطر تتهدد المدنيين على المدى الطويل جراء القنابل غير المنفجرة.
والزيارة هي الثانية للرئيس الأوكراني إلى الولايات المتحدة منذ بدء روسيا الهجوم على بلاده.
وتقول الولايات المتحدة إنها تلقّت ضمانات من كييف بأنها ستخفّض إلى أقصى حد المخاطر التي تشكّلها هذه الأسلحة على المدنيين، بما في ذلك عدم استخدامها في مناطق مأهولة.
وكانت واشنطن تعهّدت بتسليم أوكرانيا 31 دبابة أبرامز في مطلع العام في إطار تعهّد بمساعدة عسكرية بأكثر من 43 مليار دولار.
الهجوم المضاد مستمر
وستكون الدبابات مزوّدة بطلقات من اليورانيوم المنضّب خارقة للدروع عيار 120 ملم.
وهذه الذخيرة مثيرة للجدل لوجود رابط بينها وبين مشكلات صحية على غرار السرطان والاضطرابات الخلقية في مناطق استخدمت فيها في نزاعات سابقة، علمًا بأنه لم يثبت بشكل حاسم أنها السبب فيها.
وشكّل قرار تزويد أوكرانيا بدبابات أبرامز تحوّلًا في الموقف الأميركي، إذ كان مسؤولون عسكريون أميركيون قد أشاروا مرارًا إلى أنها سلاح معقّد لا يناسب القوات الأوكرانية.
وراهنًا يتواصل الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ في يونيو/حزيران الفائت لاستعادة أراض تقدمت إليها القوات الروسية، وسط تأكيد كييف في هذه المرحلة على أهمية امتلاكها بعض الأسلحة النوعية.
وفي وقت يواصل فيه الغرب دعم كييف بالسلاح لتقوية هجومها المضاد، ترى موسكو أن هذا الهجوم "باء بالفشل".