أعلنت مجموعات من اليمين الأوكراني المتطرف عام 2014، عن تأسيس ميليشيا تحت اسم "كتيبة آزوف" بهدف محاربة الانفصاليين المدعومين من روسيا شرقي البلاد.
ويشكل متطوعون من حركة "وطنيون من أجل أوكرانيا" وحركة المجلس الاشتراكي الوطني عصب "كتيبة آزوف"، فالحركتان تروجان للفاشية والنازية بدرجات مختلفة.
رغم ذلك، دمجت الحكومة الأوكرانية هذه الكتيبة في القوات المسلحة للبلاد واعتبرتها وحدة خاصة في الحرس الوطني الأوكراني، إلا أن تقريرًا للكونغرس الأميركي كشف أن هناك ميليشيات يمينية مسلحة أخرى في أوكرانيا تغض السلطات الطرف عنها.
ومن بين هذه الجماعات ما يعرف بـ "الفيلق الوطني" و"الميليشيا الوطنية"، وهي تشكيلات عسكرية تعمل خارج إطار الدولة.
أما "كتيبة آزوف"، فاستطاعت أن تثبت فاعلية قتالية أكبر من باقي التشكيلات العسكرية الأوكرانية في مواجهة الانفصاليين شرقي البلاد عام 2014، بحيث تمكنت من استعادة مدينة ماريوبول من أيديهم حينها.
وبحسب موقع "أميركا اليوم"، كشفت تقارير استخبارية غربية بالإضافة إلى شهادات من مؤسسي "كتيبة آزف" أن الأخيرة لم تكتف بتجنيد النازيين الجدد والعنصريين الأوكرانيين، بل استقطبت أيضًا قوميين متعصبين من باقي القارة الأوروبية ومن الولايات المتحدة أيضًا منهم من "المدافعين عن العرق الأبيض"، وفرقة "أتوموفن".
وعام 2018، اشتكى مكتب التحقيقات الفدرالي الـ FBI من أن "كتيبة آزوف" دربت جماعات أميركية يمينية متطرفة، وفي ذلك العام أيضًا اعترفت منظمات حقوقية أوكرانية بأن الكتيبة والجماعات المرتبطة بها تورطت في الاعتداء على الأجانب والملونين في عدة مدن من بينها خاركيف.
وجاء في تقرير لمجموعة خاركيف لحقوق الإنسان أن "عناصر اليمين المتطرف الذين يفرضون النظام الأوكراني هم شركاء غريبون للشرطة الأوكرانية".
في هذا الشأن، يلاحظ أن وسائل الإعلام الغربية بالكاد تذكر الدور الذي تلعبه "كتيبة آزوف" في الحرب الجارية في أوكرانيا حاليًا، فيما تتغاضى منصات التواصل الاجتماعي عن منشورات الكتيبة مع أنها مصنفة على أنها "منظمة نازية جديدة".
في المقابل، لا هم لوسائل الإعلام الروسية ورئيسها فلاديمير بوتين سوى الحديث عن اجتثاث النازية من أوكرانيا، في وقت تمثل كتيبة "آزوف" رمز هذه النازية.