عثر أخصائيو علم الأمراض والطب الشرعي في أوكرانيا على سهام معدنية قاتلة، مصممة لتمزيق اللحم البشري، في جثث في بلدة بوتشا بالقرب من العاصمة كييف، بعد استعادتها من القوات الروسية التي شنّت هجومًا على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي.
كما أفاد العديد من سكان مدينة بوتشا بعثورهم على الآلاف من هذه السهام في المباني والسيارات. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن سفيتلانا تشموت، من سكان المدينة، قولها إنها وجدت كمية كبيرة من هذه المقذوفات، وقد بدأت تصدأ في فناء منزلها.
فما هي هذه السهام؟
أوضحت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن هذه السهام تسمّى بالفرنسية "فليشيت"، وهي صغيرة الحجم، لا يتجاوز طولها أصبع اليد، لكن لديها قدرة كبيرة على إحداث إصابات خطيرة.
بينما أشارت مجلة "إيكونوميست" إلى أنها ابتُكرت في إيطاليا في أوائل القرن العشرين، واستخدمتها جميع الأطراف خلال الحرب العالمية الأولى. وبلغ طولها 12 سنتيمترًا مع أجنحة تساعدها على ثباتها، ويتمّ إطلاقها في عبوات من عشرات أو مئات. لكنها كانت غير فعّالة، وحلت محلها القنابل المتفجرة.
وذكرت "واشنطن بوست" أن الولايات المتحدة استخدمت نسخة مطورة من هذه السهام في ما عرُف بـ"قنبلة القلب الكسول" خلال حرب فيتنام، وكانت هذه السهام مثالية للتضاريس الفيتنامية، لأنها مصممة لاختراق الغطاء النباتي الكثيف وقتل أعداد كبيرة من الجنود.
#Ukraine: The remains of a Russian artillery position in #Kyiv Oblast. One Russian 2S1 Gvozdika SPG can be seen totally destroyed, along with many 3Sh1 122mm flechette and 3BK13/3BK6 series HEAT-FS-T projectiles. (Thank you @blueboy1969 for assistance) pic.twitter.com/NJM3fuYyOD
— 🇺🇦 Ukraine Weapons Tracker (@UAWeapons) April 10, 2022
وأشارت دراسات أميركية أجريت على حيوانات إلى أن هذه السهام تسبب إصابات خطيرة عند دخولها الجسم، وقد تخترق الجسم بضراوة، وتمر عبر العظام.
ورجّح نيل غيبسون، خبير الذخائر في مجموعة "Fenix Insights"، ومقرها المملكة المتحدة، أن السهام ربما أطلقت من قذائف مدفعية " 3Sh1" عيار 122 ملم.
ووسط تكهنات غير مؤكدة عن سبب استخدام روسيا لها، بعد أن توقّف استخدامها في الحروب الحديثة. رجّحت "إيكونوميست" أن تكون روسيا قد أطلقت أعدادًا صغيرة من السهام لأغراض دفاعية، وربما قد تكون اضطرت لاستخدامها بسبب المشكلات اللوجستية التي تواجهها، أو بهدف الترويع.
وبينما لم يحظر القانون الدولي استخدام السهام الصغيرة في الحرب، فإنه من غير القانوني استخدام أسلحة "عشوائية بطبيعتها" في مناطق مكتظة بالسكان المدنيين.
وفي الثالث والرابع من أبريل/نيسان الحالي، اتهمت أوكرانيا روسيا بارتكاب جرائم حرب بعد العثور على مقبرة جماعية وجثث لأشخاص أطلقت عليهم النار من مسافة قريبة في بلدة بوتشا بعد استعادتها من القوات الروسية. لكن الكرملين نفى مسؤوليته، وقال إن صور الجثث مزيفة.
من جهتها، أشارت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشلي: إلى أن "القوات المسلحة الروسية قصفت عشوائيًا مناطق مأهولة بالسكان، وقتلت مدنيين ودمرت مستشفيات ومدارس والبنية التحتية المدنية الأخرى، وهي أعمال قد ترقى إلى جرائم حرب".