الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"إحباط أوروبي" و"خيارات أميركية أخرى".. مفاوضات فيينا: نهاية دون المأمول؟

"إحباط أوروبي" و"خيارات أميركية أخرى".. مفاوضات فيينا: نهاية دون المأمول؟

شارك القصة

قدّم باقري اقتراحين لمحاولة إنقاذ الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني
قدّم باقري اقتراحين لمحاولة إنقاذ الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني (غيتي)
أكد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري أن مقترحات الحلّ الخاصة بأنشطة بلاده النووية، وبرفع العقوبات عنها" لم تقبلها الأطراف الأوروبية المشاركة في الاتفاق.

انتهت، أمس الجمعة، جولة التفاوض السابعة غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، على أن تُستأنف الأسبوع المقبل، بعدما أبدى مسؤولون أوروبيون "إحباطهم وقلقهم" من مطالب الإدارة الإيرانية الجديدة.

من جهته، قال علي باقري، كبير المفاوضين الإيرانيين، إن مقترحات الحلّ الخاصة بأنشطة بلاده النووية، وبرفع العقوبات عنها لم تقبلها الأطراف الأوروبية المشاركة في الاتفاق.

وكانت الأطراف الأوروبية أشارت إلى إن الوفد الإيراني أجرى تغييرات واسعة على مسودة الاتفاقية التي تم الاتفاق عليها في المحادثات السابقة، متهمة طهران بتبني "موقف متشدد" في المحادثات.

والخميس، قدّم باقري اقتراحين لمحاولة إنقاذ الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.

باقري: مقترحاتنا تقوم على المبادئ المشتركة

وقال باقري، في حديث إلى التلفزيون الحكومي: إن "الأطراف الأوروبية غير راضية بالفعل عن مقترحاتنا، لكن النقطة المهمة هي أن هذه المقترحات تقوم على المبادئ المشتركة بين الجانبين".

وأضاف: "ذكروا أن مقترحاتنا لا تتوافق مع وجهات نظرهم الخاصة. وقد أبلغتهم أن هذا أمر طبيعي وأننا نقول ما نقول وفقًا لمصالحنا وسياساتنا وليس وفق الأشياء التي تتماشى مع آرائهم".

وإذ أشار إلى أنه "يمكن للجانب الأوروبي أيضًا تقديم مقترحاته الخاصة بشرط أن تكون قائمة على مبادئ مشتركة"، أكد باقري أن "أي اقتراح لا يقوم على أرضية مشتركة ليس اقتراحًا للتفاوض والاتفاق، ولكنه اقتراح للحوار غير محسوم النتيجة".

وعزا باقري سبب توقّف المفاوضات إلى طلب بعض الأطراف المشاركة في المحادثات العودة إلى بلادهم للتشاور بشأن المقترحات الإيرانية التي قُدّمت إلى طاولة البحث، وتقديم إجابات موثّقة ومنطقية، لافتًا إلى أنه تمّ منحهم هذه الفرصة على أن تُستأنف المباحثات الأسبوع المقبل.

قلق أميركي وتحفّظ فرنسي

وحذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن بلاده لن تسمح لإيران بتأجيل العملية التفاوضية مع الاستمرار في تعزيز برنامجها النووي، مشيرًا إلى أن واشنطن ستتبع خطوات أخرى إذا فشلت الدبلوماسية.

من جهته، أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحفّظاته على إمكانية استئناف المفاوضات، داعيًا إلى إشراك إسرائيل ودول الخليج فيها.

وتزامنًا مع ختام جولة المفاوضات، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إيران بممارسة "ابتزاز نووي"، داعيًا إلى عدم الاستسلام لها.

"ظروف المفاوضات تغيّرت"

وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران عماد أبشناس، من طهران: إن ظروف المفاوضات الآن تغيّرت عمّا كانت عليه عند بدء المحادثات قبل 7 أشهر في عهد الرئيس السابق حسن روحاني الذي كان يسعى للعودة إلى الاتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية.

 وأضاف أبشناس في حديث إلى "العربي"، أن أوراق الضغط الإيرانية اليوم "أقوى من ذي قبل، ولذلك تعتقد طهران أن من حقّها المطالبة بحقوقها في الاتفاق النووي".

 وشرح أن الاقتراحين اللذين قدّمهما باقري "مبنيان على أساس الاتفاق النووي وليس خارجه".

وعن أوراق الضغط الإيرانية، قال أبشناس: إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أخطأ حين فرض كل ما في جعبة الولايات المتحدة من ضغوط عقابية على طهران التي استطاعت اجتيازها، ومواجهتها.

وأضاف أن الجمهورية الإسلامية، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، استطاعت أن تصل إلى درجة تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%.

كما أكد أن الظروف الإقليمية تغيّرت بعد انسحاب القوات الأميركية من منطقة الشرق الأوسط.

وعن التهديدات الإسرائيلية بمهاجمة إيران، قال أبشناس إنه "لو كان باستطاعة تل أبيب مهاجمة إيران لكانت فعلت ذلك بوجود الاتفاق أو بعدمه".

وعن دعوة ماكرون لإشراك دول الخليج في المفاوضات، أكد ابشناس أن دخول أطراف جديدة إلى المحادثات "سيعقّدها".

وشدّد على أن جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات تُدرك أن "من مصلحتها الوصول إلى اتفاق أسرع مع إيران، لأن إطالة أمد المفاوضات سيصبّ في مصلحة طهران".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close