الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

"خيبة أمل" تظلّل مفاوضات النووي الإيراني.. من يتحمّل المسؤولية؟

"خيبة أمل" تظلّل مفاوضات النووي الإيراني.. من يتحمّل المسؤولية؟

شارك القصة

أنهيت أعمال الجولة السابعة من المحادثات النووية في فيينا على أن تلتئم من جديد الأسبوع المقبل (رويترز)
أنهيت أعمال الجولة السابعة من المحادثات النووية في فيينا على أن تلتئم من جديد الأسبوع المقبل (رويترز)
تنظر الأطراف الغربية بعين الشكّ إلى نوايا إيران خصوصًا بعد تسريعها وتيرة برنامجها النووي، ما يثير تساؤلات حول جدوى المسار التفاوضي.

في جلسة رسمية خلف أبواب مغلقة، أنهيت أعمال الجولة السابعة من المحادثات النووية في فيينا، على "إحباط وقلق وخيبة أمل"، على أن تلتئم من جديد الأسبوع المقبل.

وأبدى دبلوماسيون كبار من فرنسا وبريطانيا وألمانيا شاركوا في الاجتماعات، شعورهم بـ"الإحباط والقلق" إزاء ما قالوا إنّها "تعديلات كبيرة" تقترح طهران إدخالها على النصّ الذي تمّ الاتفاق عليه في جولات سابقة.

من جانبه، قال كبير المفاوضين الإيرانيين إن توقف الاجتماعات يأتي بطلب من الأطراف المقابلة للعودة إلى عواصم بلدانها للتشاور بشأن المقترحات الإيرانية.

والجولة السابعة من المحادثات في فيينا هي الأولى مع المندوبين الذين أوفدهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بعدما تسبب انتخابه في يونيو/ حزيران في توقف المحادثات خمسة أشهر، مما زاد الشكوك بين المسؤولين الأميركيين والأوروبيين حول أن إيران تسعى لكسب الوقت بينما تحقق تقدمًا نوويًا.

"نوايا جدية وبنّاءة"

وما إن انفضّ اجتماع الوفود الستّة، حتى خرج السياسيون، كل نحو عاصمة بلاده للتشاور، فيما اتّكأت التصريحات الختامية على لغة الدبلوماسية في محاولة لتغطية حدة الخلافات التي رشح بعضها في أيام المحادثات الخمس.

من هؤلاء ممثل الصين في محادثات فيينا وانغ كون الذي قال إنّ هذه المحادثات بدأت بنوايا جدية وبنّاءة للتوصل إلى اتفاق. ومع إقراره بعدم حدوث أي اختراقات في هذه الجلسة، شدّد على وجوب عدم التقليل من أهمية هذه الجولة "التي عملنا فيها كذلك على ما تمّ نقاشه في الجولات الستّ الماضية".

"الوقت ليس دون نهاية"

في المقابل، وُصِفت مطالب إيران بأنّها ذات سقف عالٍ فانعكست على موقف الترويكا الأوروبية بوضوح، والتي عبّرت عن خيبة أملها من موقف طهران إعادة التفاوض حول ما تمّ الاتفاق عليه في الجولات الماضية.

وفي هذا السياق، قال المنسق الأوروبي للملف النووي الإيراني أنريكي مورا: "تنتظرنا عقبات كبيرة في هذه المفاوضات والوقت ليس من دون نهاية. هناك إحساس بضرورة الوصول بسرعة إلى حلول وهناك كثير من التحديات يجب أن نذلّلها في وقت قصير للعودة إلى الاتفاق وإعادة واشنطن أيضًا للانخراط في المفاوضات".

"جولة الإحباطات"

ومن المنتظر أن تُستأنَف المحادثات الأسبوع المقبل بعد دراسة المسودات والمقترحات المقدمة.

وبحسب مراسل "العربي" في فيينا زاهر عمرين، تنظر الأطراف الغربية بعين الشكّ إلى نوايا إيران في هذه المباحثات خصوصًا بعد تسريعها وتيرة برنامجها النووي وتمسّكها بشرط رفع العقوبات للعودة لاتفاق عام 2015، ما يثير تساؤلات كثيرة حول جدوى هذا المسار التفاوضي.

ويشير إلى أن هذه الجولة وُصِفت على مستوى الخبراء بـ"جولة الإحباطات"، خصوصًا أنّ بدايتها كانت واعدة وفقًا للتصريحات الأوروبية التي قالت إن إيران وعدت أن تبني على ما تمّ التوصّل إليه خلال الجولات الماضية لتعود وتطرح مسودات لا علاقة لها بالجولات الماضية.

الأوروبيون مسؤولون عن الفشل

أما رئيس تحرير جريدة الوفاق مختار حداد فيعتبر أنّ المسؤول الأول عن إفشال هذه المفاوضات هو الجانب الأوروبي الذي حضر في هذه الجولة وهو لا يمتلك المبادرة.

ويشير حداد في حديث إلى "العربي"، من طهران، إلى أنّ الجانب الأوروبي بدأ ينفذ في الأيام الأخيرة فقط ما تريده الولايات المتحدة، لافتًا إلى أنّه جاء بصفته وسيطًا ولم تكن لديه أي مبادرة.

ويقول إنّه في مثل هذه الحالات "يبادرون بشنّ حرب نفسية بإلقاء اللوم على الآخر".

"الاتفاق النووي سينتهي"

لكنّ حداد، رغم ما سبق، لا يعتبر أنّ المفاوضات فشلت، بدليل تحديد موعد قريب للجولة المقبلة. ويذكّر بأنّه في العديد من الجولات الماضية كان هناك فاصل زمني كبير بين الجولات، ما يعني أنّ جميع الأطراف يسعون إلى التوصل لنتيجة من هذه المفاوضات.

وفيما يذكّر بأنّ هذه المفاوضات تجرى من أجل إلغاء العقوبات وعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، يستبعد أن يتمّ التوصّل إلى أيّ نتيجة، ويعرب عن اعتقاده بأنّ "الاتفاق النووي سينتهي بشكل نهائي".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close