في وقتٍ يتواصل الشدّ والجذب بين طهران وواشنطن حول من يخطو الخطوة الأولى في سبيل العودة إلى الاتفاق النووي، يستمرّ السجال حول برنامج إيران النووي وتستمرّ الاتهامات بانتهاكات الالتزامات.
وفي هذا السياق، دعت الخارجية الفرنسية طهران إلى الامتناع عن اتخاذ أيّ إجراءات قد تزيد الموقف النووي تدهورًا وتضرّ أيضًا بالمسار الدبلوماسي.
وكان موقفٌ مماثل صدر عن الخارجية الروسية يطالب فيه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إيران بضبط النفس واتّباع نهج مسؤول حسب قوله.
"تحريف الحقائق"
وجاء هذان الموقفان بعيد إعلان وكالة الطاقة الذرية إنتاج إيران معدن اليورانيوم لاستعماله وقودًا لإحدى مفاعلاتها، وهو ما وصفته بأنه "انتهاك جديد" لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي.
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إدارة الرئيس جو بايدن إلى اتخاذ "خطوات عملية" للعودة إلى الاتفاق النووي، معتبرًا أنّ صدق الشعارات التي أطلقتها الإدارة الجديدة يحتاج إلى ترجمة تتمثل في تصحيح أخطاء الماضي.
وفي السياق نفسه، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إدارة الرئيس جو بايدن إلى الالتزام بالاتفاق النووي قبل "تحريف الحقائق" على حدّ قوله.
"اشتدّي أزمة تنفرجي"
ويعتبر رئيس قسم الرأي في صحيفة "العربي الجديد" معن البياري أنّ لدى الطرفيْن أوراق قوة تكاد تكون متساوية، مشيرًا إلى أنّ أوراق الضغط لدى الإيرانيين "ربما تكون أثقل نوعًا ما".
ويرى البياري، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ العقوبات القاسية أو المشدّدة المفروضة من الولايات المتحدة والغرب على إيران تبقى ضاغطة ومهمّة في إطار المساومات الممكنة، التي لن يكون مفاجئًا أن تتجدّد لاحقًا.
ويعرب البياري أن اعتقاده بأنّ ما يجري "كباش طبيعي من باب اشتدّي أزمة تنفرجي"، لافتًا إلى أنّ الطرفين بحاجة إلى نوع من تسخين المواقف ورفع المطالب والشروط المتبادلة بحيث يذهبان إلى محادثات ومداولات ومفاوضات لتكون التسوية والتنازلات في إطار مناقشات مطوّلة".
