Skip to main content

صانع "خطة الجنرالات" في شمال غزة يتراجع عنها.. ما الأسباب؟

منذ 5 ساعات
غيؤرا آيلاند كان جنرالًا بارزًا في جيش الاحتلال ومتحدثًا للعمليات العسكرية- غيتي

حدد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، غيؤرا آيلاند، 4 أسباب قال إنها تستوجب إنهاء "الحرب في قطاع غزة"، مشيرًا إلى أن استمرارها لمدة ستة أشهر أخرى أو سنة "لن يغير الواقع هناك"، وذلك في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" نشر اليوم الثلاثاء. 

وآيلاند هو صانع "خطة الجنرالات" التي تقضي بإخلاء شمال قطاع غزة قسرًا من الفلسطينيين، قبل حصاره ووضع المسلحين فيه تحت خيار الموت أو الاستسلام، وفق المخطط، الذي انعكس إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في شمال القطاع، لا سيما في مخيم جباليا. 

إبادة وتطهير عرقي

ولم يتطرق آيلاند في مقاله، إلى "خطة الجنرالات"، لكنه على غير موقفه الداعم لاستمرار الحرب حدد الأسباب التي تستوجب إنهائها، بعد أن بدأ جيش الاحتلال بالفعل منذ 5 أكتوبر/ تشرين الأول اجتياح شمال القطاع؛ بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، في ترجمة عملية لـ"خطة الجنرالات".

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثامن عشر على التوالي، حرب الإبادة والحصار الخانق شمالي قطاع غزة، وخاصة مخيم جباليا، بالإضافة إلى عمليات نسف المنازل، ضمن الخطة الموضوعة، التي تتضمن جريمة تطهير عرقي، فيما ارتفع عدد الشهداء إلى قرابة 700 والجرحى إلى أكثر من ألف آخرين منذ بدايتها، في حين ما تزال أعداد كبيرة من الضحايا تحت أنقاض المنازل المدمرة وفي مراكز الإيواء المستهدفة يتعذر انتشالهم وإجلاؤهم.

آيلاند في مقاله قال: "صحيح أنه قد يكون من الممكن محاولة تحسين شروط صفقة تبادل، خاصة فيما يتعلق بعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل مختطف (إسرائيلي) حي، ولكن ليست هناك حاجة للإصرار على الهراء، وخاصة ليس على (ممر) فيلادلفيا" بين قطاع غزة ومصر، مضيفًا "إلى جانب الحاجة الماسة لإنقاذ المختطفين في الفرصة الأخيرة، هناك أربعة أسباب أخرى على الأقل تجعل هذه هي الخطوة الصحيحة".

4 أسباب لإنهاء الحرب

وفند آيلاند الخسائر الإسرائيلية، قائلًا: "أولًا، خسائرنا قبل ثلاثة عشر شهرًا، كان الجمهور الإسرائيلي بأسره يبكي لعدة أيام على كل جندي يقتل. يبدو أننا فقدنا هذا". وأضاف: "أصبحت قلوبنا قاسية بسبب موت الجنود، أفضل أبنائنا بسبب الإصابات الخطيرة يفقدون أطرافهم، أو أبصارهم، ويدمر عالمهم".

وأردف: "ثانيًا، العبء المجنون على الجنود، أولئك الذين هم في الخدمة النظامية ولكن بشكل رئيسي جنود الاحتياط، الذين غالبًا ما يكون وضعهم العائلي والاقتصادي معقدًا".

أما السبب الثالث، وفقًا لآيلاند، فهو العبء الاقتصادي، مشيرًا إلى أن "كل يوم من القتال يكلف حوالي نصف مليار شيكل (132 مليون دولار)". وتابع: "صحيح أن الجهد الرئيسي الآن في لبنان، لكن كل شيكل نهدره اليوم سنفتقده بشدة غدًا".

وقال آيلاند: "رابعًا: العالم كله يصرخ من أجل إنهاء الحرب في غزة". وأضاف: "هناك فهم أكبر في العالم لماذا تقاتل إسرائيل في لبنان، وحتى مباشرة ضد إيران، ولكن لا أحد يفهم ما نريد تحقيقه في غزة". واعتبر آيلاند أنه "إذا واصلنا القتال في غزة لمدة ستة أشهر أخرى، أو سنة، فلن يغير ذلك الواقع هناك، سيحدث شيئان فقط: سيموت جميع الرهائن وسيقتل المزيد من الجنود".

وأردف آيلاند: "الواقع في قطاع غزة لن يتغير، لأنه طالما دخلت كميات كبيرة من الإمدادات إلى هناك، وطالما أن حماس توزعها على السكان، سيكون لديها دائمًا مئات المسلحين الذين سيواصلون القتال، حتى لو لم يكن لديهم تسلسل قيادي فعال"، وفق قوله.

إتمام صفقة تبادل

وأضاف: "في الاتفاق مع حماس، يجب المطالبة فقط بعودة المختطفين، ولكن في مواجهة اللاعبين الآخرين، مع التركيز على الولايات المتحدة ومصر وقطر، يجب على المرء أن يصر على شيء آخر: لن تسمح إسرائيل بإعادة إعمار غزة إلا إذا تم تنفيذها بالتوازي مع شروعها بنزع السلاح".

وتابع: "غزة مدمرة بالكامل، لن تتمكن حماس من إعادة بناء قوتها، ما لم يكن هناك مشروع ضخم لإعادة الإعمار هناك، ولن نسمح بذلك دون آلية تدمر بشكل منهجي ما تبقى من البنية التحتية العسكرية".

وأعرب عن اعتقاده: "بأنه قد تكون هناك خيبة أمل بين سكان غزة إلى حد التمرد ضد حماس، لكن هذا لن يحدث طالما استمرت الحرب وطالما أن قوات الجيش الإسرائيلي موجودة في قطاع غزة".

وزعم أن "الحرب التي تهدف إلى إزالة التهديد أمر ضروري، ولا يمكن تأجيل عودة الرهائن، وإذا تصرفنا بشكل صحيح، فلن تتمكن حماس بعد الآن من بناء قوتها. لذلك، يجب أن نسعى جاهدين لإنهاء الحرب في غزة".

لكن آيلاند قال: "للأسف، لا تتبع الحكومة الإسرائيلية هذا المنطق، ولا تجتمع حتى لمناقشة تهدف إلى الاختيار بين بديلين: استمرار الحرب في غزة حتى النصر النهائي، أو الاستعداد لإنهاء الحرب في غزة مقابل عودة جميع الرهائن".

المصادر:
وكالات
شارك القصة