على وقع انتشار الآلات الموسيقية الحديثة، يصنع العراقي عبد الرحمن الدفوف في محافظة كركوك في زمن تشهد فيه هذه الحرفة وآلتها تراجعًا حادًا، إلا أنه ما زال صامدًا رغم التحديات من أجل زبائنه المخلصين.
ففي عام 1993 انتقل عبد الرحمن من عالم النجارة إلى صناعة الدفوف، حاملًا مهارته في صنع آلة موسيقية إيقاعية قديمة، تصاحبها الألحان والأنغام حيث تتكون من إطار يسمى "طارة" يُشد عليه جلد رقيق.
بدوره، يوضح العراقي عبد الرحمن أن صناعة الدفوف هي مهنة قديمة وتراثية لديهم في العراق، ولا يوجد أحد يعمل في هذه الصنعة القديمة، مضيفًا أنه يبيع الدفوف للسادة والدراويش بالجملة أو التجزئة.
ويلفت إلى أن معظم أنواع هذه الآلة الموسيقية في الأسواق هي تجارية وليست يدوية.
في غضون ذلك، تصاحب الدفوف أناشيد الفرق الدينية فهي آلة مباحة ومستحبة خلافًا لباقي أدوات الموسيقى والإيقاع.
وفي هذا الإطار، يقول علي أكبر وهو ضارب دف في فرقة صوفية: "نحن كمتصوفون نستخدم الدفوف أبًا عن جد في المواليد وفي الذكر وفي بعض الأوراد الصوفية المختصة"، مشيرًا إلى أن للدف مقامات كما المقامات العراقية القديمة نستخدمها أثناء العزف على الدفوف.
ويعرف المحترفون الفرق بين الدفوف اليدوية التقليدية وتلك التجارية المتوفرة بكثرة في الأسواق، إذ يبدو الفرق جليًا في الصوت الصادر من الآلة.
ويشرح علي أكبر أن هناك نوعين من الدفوف، الشمع والجلد، إذ يختلف الصوت بينهما، مشيرًا إلى أن صوت الجلد يكون أرقى وأجمل من صوت الشمع.
وعرفت الدفوف في بلاد ما بين النهرين والشرق الأوسط والهند، كما صاحبت أناشيد المصريين القدماء في المعابد والاحتفالات والجنائز كما تظهر النقوش، وما زالت حتى اليوم تؤدي هذا الدور الروحاني في الأناشيد الدينية.