الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

عقوبات غربية "قاسية" تنتظر موسكو.. هل بدأ غزو أوكرانيا؟

عقوبات غربية "قاسية" تنتظر موسكو.. هل بدأ غزو أوكرانيا؟

شارك القصة

نافذة ضمن برنامج "صباح جديد" تسلط الضوء على ردود الفعل بعد اعتراف بوتين باستقلال دونيستك ولوغانسك (الصورة: رويترز)
هددت دول غربية بفرض عقوبات اقتصادية "قاسية" ضد روسيا على خلفية اعترافها بالمنطقتين الانفصاليتين شرقي أوكرانيا.

أثارت الخطوة الروسية الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين شرقي أوكرانيا موجة واسعة من ردود فعل غربية "كبيرة" اتسمت بالتهديد بفرض عقوبات "قاسية" ضد موسكو، وسط إعلان لندن عن بدء غزو روسي للأراضي الأوكرانية.

وعلى الفور، طالب وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا، اليوم الثلاثاء، بفرض عقوبات صارمة ضد روسيا في وقت يناقش دبلوماسيون غربيون مسألة ما إذا كان قرار موسكو نشر قوات في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، كافيًا لفرض عقوبات اقتصادية كبيرة.

وأعلن الوزير الأوكراني في بيان نُشر خلال زيارة إلى واشنطن أنه يسعى مع أصدقاء كييف الغربيين "لفرض عقوبات صارمة ضد الاتحاد الروسي".

عقوبات أوروبية وبريطانية

من جانبه، أفاد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأن وزراء خارجية التكتل سيقرّون اليوم الثلاثاء عقوبات ضد روسيا على خلفية اعترافها بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك ونشرها المزيد من القوات على أراضي جارتها.

وقال بوريل للصحافيين في باريس: "سيكون ردنا بالطبع على شكل عقوبات، يعود للوزراء اتخاذ القرار بشأن مداها. أنا على ثقة بأنه سيكون هناك قرار بالإجماع" وهو ضروري لفرض مثل هذه الإجراءات، مضيفًا أنه يتوقع أن يحصل ذلك "بعد ظهر اليوم" الثلاثاء.

ولم يكشف بوريل عن تفاصيل العقوبات المتوقع فرضها في اليوم نفسه الذي ستُعلن فيه الولايات المتحدة وبريطانيا إجراءات عقابية على روسيا.

وسبق أن حظرت واشنطن على الأميركيين إجراء أي تعاملات مالية مع المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا اللتين أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلالهما مساء الإثنين. وبعد ذلك أمر بوتين بإرسال قوات إلى المنطقتين في إطار عملية "حفظ سلام".

أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فقد أعلن، اليوم الثلاثاء، أن بلاده ستفرض على الفور عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا، حيث قال للصحافيين: "سنفرض على الفور حزمة من العقوبات الاقتصادية".

وأضاف رئيس الوزراء البريطاني أن العقوبات "لن تستهدف فقط كيانات في دونباس ولوغانسك ودونيتسك، ولكن في روسيا نفسها.. سنستهدف المصالح الاقتصادية الروسية بأقصى ما نستطيع".

واعتبر جونسون أن بوتين سيجد أنه "أخطأ بشكل خطير" إذا غزت روسيا أوكرانيا، مضيفًا أن موسكو تبدو عازمة على غزو مكتمل النطاق.

غزو روسي "بدأ بالفعل"

من جانبه، قال أحد كبار الوزراء البريطانيين، اليوم الثلاثاء، إنّ الغزو الروسي لأوكرانيا "بدأ بالفعل"، لذا ستفرض لندن عقوبات ضد موسكو.

وقال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد لشبكة (سكاي نيوز): "يمكنك أن تتوصل إلى أن غزو أوكرانيا قد بدأ.. لقد قرر الرئيس الروسي مهاجمة سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها"، مضيفًا: "سنقوم بفرض عقوبات كما قلنا دائمًا".

وهددت بريطانيا بقطع وصول الشركات الروسية إلى الدولار الأميركي والجنيه الإسترليني، لمنعها من جمع رؤوس أموال لها في لندن، وفضح ما يسميه جونسون "الدمية الروسية" لملكية الشركات والعقارات.

ولم تحدد بريطانيا بعد من سيخضع لتلك العقوبات، لكنها تعهدت بأنه لن يكون هناك مكان لتختبئ فيه الأقلية الروسية الحاكمة. وقال جونسون إن العقوبات قد تستهدف البنوك الروسية.

وأوضح وزير الصحة البريطاني أن العقوبات ستعلن في بيان سيلقيه جونسون أمام البرلمان، قائلًا: "أنا متأكد أننا سنستهدف بهذه العقوبات بقدر الإمكان المسؤولين عن هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي".

دعوة إيرانية للتهدئة

من جانبها، دعت إيران عبر المتحدث باسم وزارة خارجيتها، الأطراف المعنيين بالأزمة بين موسكو وكييف إلى "ضبط النفس"، معتبرة أنّ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) يتحملان مسؤولية تصاعد حدتها.

وحضت الخارجية الإيرانية في بيان الأطراف على إبداء "ضبط النفس وتفادي أي عمل من شأنه تعميق التوترات".

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أن "تدخلات الناتو وتحركاته الاستفزازية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية زادت من تعقيد الأوضاع في هذه المنطقة"، مشددًا على أنّ الجمهورية الإسلامية تتابع "القضايا المتعلقة بأوكرانيا بدقة".

وأتى الموقف الإيراني بعد ساعات من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتراف بلاده باستقلال "جمهوريتي" دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من طرف واحد في الشرق الأوكراني، وتوجيه أمر للقوات الروسية بدخولهما، متحديًا الدول الغربية التي تمرّ علاقاتها مع موسكو بأسوأ أزمة منذ الحرب الباردة بسبب الوضع في أوكرانيا.

"تعقد" المشهد السياسي

وفي سياق متابعة ردود الفعل على الاعتراف الروسي، أفاد مراسل "العربي" عدنان جان من منطقة أوديسا في أوكرانيا، بأن هذا الاعتراف "قد عقد المشهد السياسي" بين كييف وموسكو، لافتًا إلى خطاب للرئيس الأوكراني بشأن تلك التطورات والذي اعتبر الخطوة الروسية بمثابة "خرق واضح للسيادة الأوكرانية".

وأشار المراسل إلى مطالبات كييف للشركاء الغربيين بضرورة فرض عقوبات "قاسية" ضد موسكو على خلفية الاعتراف الأخير بالمنطقتين الانفصاليتين، مؤكدًا في الوقت ذاته مواصلة الاتصالات الدبلوماسية بين الرئيس الأوكراني ونظرائه الأوروبيين.

كما لفت إلى إصدار مجلس الأمن القومي الأوكراني قرارًا بفرض "الأحكام العرفية" في البلاد تحسبًا لأي عمليات عسكرية قد يشنها الجيش الروسي ضد الأراضي الأوكرانية.

وأوضح كذلك حصول عملية انسحاب للبعثة الأميركية من منطقة لفيف إلى بولندا وذلك بعد التطورات التي حصلت في أعقاب الاعتراف الروسي الأخير.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close