الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

بوتين "يتحدّى" الغرب في أوكرانيا.. هل يقتصر ردّ واشنطن على العقوبات؟

بوتين "يتحدّى" الغرب في أوكرانيا.. هل يقتصر ردّ واشنطن على العقوبات؟

شارك القصة

تقرير حول قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بسيادة دونيتسك ولوغانسك وتداعيات ذلك على الأزمة الأوكرانية (الصورة: غيتي)
يمهّد اعتراف بوتين الذي أتبعه بأمر وجّهه إلى قواته بدخول المنطقتين، الطريق لنشر جزء من القوات التي تم حشدها عند الحدود مع أوكرانيا.

أثار اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال منطقتي لوغانسك ودونيتسك اللتين يسيطر عليهما المتمردون منذ عام 2014 في أوكرانيا، تنديدًا دوليًا وتهديدات من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض حزمة أوسع من العقوبات الاقتصادية ضد موسكو.

ويمهّد الاعتراف الروسي المستجدّ، الذي أتبعه بوتين بأمر وجّهه إلى قواته بدخول المنطقتين، الطريق لنشر جزء من القوات الروسية التي تم حشدها عند الحدود مع أوكرانيا وأثارت المخاوف من احتمال غزو روسيا لجارتها.

وفي مرسومين رسميين، أمر الرئيس فلاديمير بوتين وزارة الدفاع الروسية بتولي مهام "حفظ السلام" في المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، في خطوة تشكل تحديًا للتهديدات الغربية بفرض عقوبات على بلاده وتهديدًا بإشعال نزاع كارثي مع حكومة كييف المدعومة من الغرب.

وما ان انتشرت أنباء اعتراف موسكو بالمنطقتين في شوارع كييف، حتى خيمت حالة من عدم التصديق على الكثيرين الذين رغم ذلك كانوا على استعداد للدفاع عن بلدهم في حال طلب منهم ذلك.

ماذا يعني ذلك؟

بحسب مراسل "العربي" في موسكو، فإنّ مصطلح "حفظ السلام" يعني القيام بالإجراءات العسكرية لعدم زعزعة الأمن والاستقرار، وبالتالي فهو قد يعني نشر قوات عسكرية وقد يعني تأمين غطاء جوي بنشر منظومات متنوعة.

ويشير إلى أنّ الأمر واضح وتمّ تكليف وزير الدفاع به أي الجيش الروسي، لافتًا إلى أنّه إذا توجّهت القوات الروسية إلى تلك المنطقة سيصبح الموضوع أصعب وأكثر تعقيدًا.

ويشرح أنّ موسكو منذ توقيع اتفاقات مينسك كانت تقول بأنّ على الغرب إجبار أوكرانيا التوقيع على هذه الاتفاقيات وتطبيقها، وبالتالي فإنّ الاعتراف الروسي اليوم هو بمثابة تخلّ عن الاتفاقات الخاصة بمنطقة دونباس ولن تعود إلى الواجهة هذه الاتفاقات.

ويخلص إلى أننا أمام مرحلة جديدة من المواجهة، معتبرًا أنّ السؤال الذي يُطرَح الآن هو ما إذا كان الردّ الغربي سيقتصر على العقوبات الاقتصادية.

"خليط من العقوبات"

يرى أستاذ العلوم السياسية نبيل ميخائيل أنّ واشنطن لن تتخلى عن استخدام آليات عسكرية لإضعاف موسكو.

ويعرب ميخائيل في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، عن اعتقاده بأنّ الرئيس الأميركي جو بايدن قد يلجأ إلى خليط من العقوبات بعضها اقتصادية وبعضها عسكرية لا ترتقي لمستوى الحرب، لكنّها قد تشكّل "خطرًا" بالنسبة إلى روسيا.

ويوضح أنّه "ربما يكون هناك نوع من الاستفزاز العسكري لروسيا"، لافتًا إلى أنّ الولايات المتحدة ترسل أسلحة وقوات إلى بولندا وألمانيا وجمهوريات بحر البلطيق.

ويشير إلى أنّ مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان تحدث عن مطالب عسكرية روسية أمنية بعدم وضع لقواعد صواريخ تستطيع تهديد روسيا أو تخل بميزان القوى الإستراتيجي والتقليدي.

"إعلان حالة حرب"

من جهته، يعتبر أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات أنّ ما أعلنه بوتين في خطابه الذي قد يكون تاريخيًا هو إعلان حالة حرب.

ويقول في حديث إلى "العربي"، من الدوحة: "أن يعترف بالجمهوريتين يعيد إلى الأذهان المخطط الذي جرى عام 2008 بالتعامل مع الجمهوريتين في جورجيا".

ويشير إلى أنّ بوتين انتقل بذلك إلى خطوات عملية وبالتالي فإنّ الصراع الفعلي قد بدأ، مضيفًا أنّ "بوتين تجاوز الخط الذي وضعه بايدن وليس بيد الأخير من أوراق سوى أوراق اقتصادية لا أكثر ولا أقل".

ويرى أنّ "العقوبات الاقتصادية غير مجدية في القضايا التي يدخل بها الأمن القومي"، موضحًا أنّ "العقوبات مؤلمة ولا يريدها بوتين لكنها لن تثنيه عن المضي في قرارات إستراتيجية حول أمن موسكو".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close