السبت 16 نوفمبر / November 2024

متجاهلًا الإدانات الغربية.. بوتين يصدر أمرًا بـ"حفظ السلام" في المنطقتين الانفصاليتين

متجاهلًا الإدانات الغربية.. بوتين يصدر أمرًا بـ"حفظ السلام" في المنطقتين الانفصاليتين

شارك القصة

تقرير لـ "العربي" حول التوتر العسكري المتزايد في منطقتَي دونيتسك ولوغانسك (الصورة: غيتي)
تداعى الغرب إلى شجب خطوة بوتين الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين شرقي أوكرانيا. وبينما طلب ماكرون عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لاحت أولى طلائع العقوبات من واشنطن.

على وقع ردود الفعل الغربية التي دانت اعترافه باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيش بلاده بـ"حفظ السلام" فيهما.

وتداعى الغرب إلى شجب اعتراف بوتين باستقلال كل من جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية، وأفاد قصر الإليزيه بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الأزمة الأوكرانية. وقد لاحت أولى طلائع العقوبات من واشنطن.

عقوبات أميركية

فقد أعلنت الولايات المتّحدة اليوم الإثنين فرض عقوبات على المنطقتين الانفصاليتين المواليتين لموسكو في شرق أوكرانيا، بعدما اعترف باستقلالهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متوعّدة بفرض عقوبات إضافية عند الاقتضاء.

وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض جين ساكي: إنّ الرئيس جو بايدن سيصدر أمرًا تنفيذيًا "يحظر على الأميركيين القيام بأي عمليات جديدة، استثمارية أو تجارية أو تمويلية، إلى أو مِن أو داخل ما يسمّى بجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية في أوكرانيا". 

وأضافت أنّ الأمر التنفيذي يجيز "فرض عقوبات على أيّ شخص يصمّم على العمل" في هاتين المنطقتين، مشيرة إلى أنّ هذه العقوبات منفصلة عن تلك التي تعتزم واشنطن وحلفاؤها فرضها "إذا ما اجتاحت روسيا أوكرانيا".

الرد الأوكراني

وفي وقت سابق اليوم، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنّه ناقش مع نظيره الأميركي جو بايدن اعتراف روسيا بالمنطقتين الانفصاليتين المواليتين لها في شرق بلاده.

وأشار زيلينسكي في تغريدة، إلى أنه "ناقش أحداث الساعات الأخيرة" مع الرئيس الأميركي، ومن ثم عقد اجتماعًا لمجلس الأمن القومي التابع لكييف تركّز على الرد على اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحادي الجانب باستقلال جزء من شرق أوكرانيا.

وأثناء ترؤسه اجتماعًا مطوّلًا لمجلس الأمن التابع للكرملين اليوم، استمع بوتين إلى كبار المسؤولين بينما أكدوا بأن الوقت حان لتعترف روسيا باستقلال منطقتَي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين.

ووقع الرئيس الروسي مرسومًا تعترف بموجبه موسكو باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.

وقال: إنه واثق من أن المواطنين الروس يؤيّدون هذا القرار، متجاهلًا التحذيرات الغربية بأن مثل هذه الخطوة ستكون غير قانونية وستقضي على مفاوضات السلام.

وكان الإقليمان شهدا توترًا عسكريًا متزايدًا بين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية، حيث دوي انفجارات في أكثر من مناسبة طيلة اليوم.

"انتهاك للاتفاقيات الموقعة"

وعلى الأثر توالت المواقف الغربية المستنكرة، حيث أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أن خطوة بوتين تمثّل انتهاكًا لاتفاقيات وقّعت موسكو عليها.

وقال ستولتنبرغ في بيان: "أدين قرار روسيا الاعتراف بجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية المعلنتين من جانب واحد". 

وأشار إلى أن ذلك "يقوّض بشكل إضافي سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، ويضعف الجهود الرامية لحلّ النزاع وينتهك اتفاقيات مينسك، التي تُعدّ روسيا طرفًا فيها". 

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في تغريدتين منفصلتين: إنّ "الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا يشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ولسلامة أراضي أوكرانيا ولاتفاقيات مينسك. الاتحاد الأوروبي وشركاؤه سيردّون بوحدة وحزم وتصميم بالتضامن مع أوكرانيا".

وفي بيان مشترك، شدد المسؤولان الأوروبيان على أنّ "الاتحاد سيردّ بفرض عقوبات على المتورطين في هذا العمل غير القانوني".

بدوره، ندّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالاعتراف الروسي، معتبرًا إياه "انتهاكًا صارخًا لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها".

وقال جونسون خلال مؤتمر صحافي: إنّ اعتراف بوتين باستقلال الانفصاليين الموالين لروسيا يعدّ "تنصّلًا من عملية واتفاقيات مينسك"، التي أبرمت عام 2015 لإحلال السلام في أوكرانيا.

وأشار إلى أن المملكة المتحدة "ستواصل القيام بكل ما يمكن للوقوف إلى جانب الشعب الأوكراني مع حزمة عقوبات قوية للغاية".

وأكد أنّ لندن ستطلق العقوبات "مع أول خطوة توغّل أو غزو روسي. لكنّ كل ما حصل يُعدّ نبأ سيئًا للغاية".

وأضاف: "سنجري محادثات عاجلة مع أصدقائنا وحلفائنا حول العالم، علمًا بأنهم جميعًا يدعموننا في حزمة العقوبات هذه".

وتابع: "بات من الواضح أنّنا سنحتاج لبدء ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط، إذ إنّه من الصعب رؤية كيف يمكن لهذا الوضع أن يتحسن".

"لن يمر دون عقاب"

بدورها، لفتت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إلى أنّ خطوة بوتين "تؤذن بنهاية عملية مينسك وتمثّل انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة". وأضافت: "لن نسمح بأن يمرّ انتهاك روسيا لالتزاماتها الدولية من دون عقاب".

أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الغثنين، فاعتبرت أن روسيا نكثت بوعودها للمجتمع الدولي باعترافها باستقلال المنطقتين الانفصاليتين.

وأضافت في بيان مقتضب: "نحذر من أي تصعيد عسكري جديد من جانب روسيا". وأشارت إلى أنّ قرار الاعتراف الذي أعلنه بوتين "انتهاك صارخ للقانون الدولي".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close