بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، يناقش البرلمان الفنلندي اليوم الثلاثاء، عريضة قدّمها مواطنون يطالبون فيها بتنظيم استفتاء حول انضمام بلدهم إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، على ما أعلنت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين مساء الإثنين.
وقالت مارين في تغريدة على تويتر: إنّ "النواب مدعوّون للتعبير عن مواقفهم من هذه العريضة، لكنّ الجلسة "لا تهدف لإجراء نقاش أوسع بشأن موقف فنلندا من الانضمام إلى تحالف عسكري أو لا".
Huomenna järjestettävässä parlamentaarisessa keskustelussa käydään läpi Ukrainan tilannetta. Tilaisuudessa ei ole tarkoitus käydä laajempaa keskustelua Suomen linjasta suhteesta sotilaalliseen liittoutumiseen tai liittoutumattomuuteen.
— Sanna Marin (@MarinSanna) February 28, 2022
ويأتي هذا الإعلان بعدما أظهر استطلاع للرأي، للمرة الأولى في تاريخ فنلندا، وجود أغلبية واضحة تؤيد انضمام البلاد إلى التحالف العسكري الغربي. وحصل هذا التغيير الجذري في الرأي العام الفنلندي بعد الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا.
وأوضحت رئيسة الوزراء أنّه بعد أن جمعت العريضة تواقيع 50 ألف مواطن، وهو العدد اللازم لإحالتها إلى البرلمان، فإنّه "من المفيد الاستماع إلى وجهات نظر الأحزاب حول هذه المسألة. ومن هذا المنظور، سيكون السؤال على جدول أعمال الجلسة البرلمانية".
وكانت العريضة التي تطالب بإجراء استفتاء عام على عضوية فنلندا في حلف شمال الأطلسي أطلقت الإثنين الماضي، وبلغ عدد الموقّعين عليها عتبة الـ50 ألفًا يوم الجمعة.
وشدّدت مارين على أنّ هدف الجلسة هو استمزاج آراء النواب والأحزاب لا غير، وذلك بعيد تأكيد هلسنكي في الأيام الأخيرة أنّها لا تعتزم الانضمام إلى الأطلسي على الرغم من الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وكانت موسكو حذّرت الجمعة من أنّ انضمام فنلندا - أو السويد المجاورة - إلى الأطلسي "ستكون له تداعيات عسكرية وسياسية خطيرة"، وهو تهديد تكرّر بانتظام في السنوات الأخيرة.
"تاريخية واستثنائية بالكامل"
ويأتي هذا النقاش البرلماني بعد أن حصل تغيّر مفاجئ في الرأي العام بسبب الحرب في أوكرانيا.
وفي استطلاع للرأي أجرته قناة "واي لي" التلفزيونية العمومية، قال 53% من الفنلنديين إنّهم يؤيّدون انضمام بلدهم إلى التحالف العسكري، مقابل 28% عارضوا الفكرة و19% امتنعوا عن الإدلاء برأيهم.
واعتبر شارلي سالونيوس-باسترناك الباحث في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية لوكالة "فرانس برس" أنّ هذه النتيجة "تاريخية واستثنائية بالكامل"
وفي يناير/ كانون الثاني، أظهر استطلاع مشابه نشرته صحيفة هلسنكن سانومات اليومية، أنّ 28% فقط من الفنلنديين يؤيدون انضمام بلدهم للحلف.
وكانت فنلندا الدولة غير المنحازة لكن العضو في الاتّحاد الأوروبي، اتخذت الإثنين قرارًا "تاريخيًا" بتزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة وذخائر وأعتدة هي 2500 بندقية رشاشة و150 ألف قطعة ذخيرة و1500 قاذفة صواريخ و70 ألف حصة غذائية ميدانية.