استهدفت هجمات جوية ومدفعية إسرائيلية بلدات عدة شرق مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 37 فلسطينيًا على الأقل وإصابة 120 آخرين.
ويأتي ذلك، بعد ساعات من إصدار تل أبيب صباح الإثنين، أوامر للفلسطينيين بالأحياء الشرقية لخانيونس بـ"الإخلاء الفوري" والتوجه نحو المنطقة الإنسانية المستحدثة في المواصي، غرب مدينة خانيونس.
وادعى جيش الاحتلال أن المنطقة الشرقية لخانيونس تعد "مصدر عمليات عديدة وإطلاق قذائف صاروخية" رغم أن الجيش كان يصنفها بأنها من "المناطق الآمنة" ودعا النازحين من مختلف مناطق قطاع غزة إلى النزوح إليها.
نقص حاد بوحدات الدم في مجمع "ناصر الطبي"
إلى ذلك، ناشد مجمع "ناصر الطبي" الواقع في خانيونس، في بيان نشرته وزارة الصحة في قطاع غزة عبر تلغرام، المواطنين بضرورة التبرع "عاجلًا" بالدم لصالح الجرحى والمرضى داخل المجمع نظرًا للنقص الحاد والكبير في وحدات الدم.
وقال في البيان الصادر بالتزامن مع العمليات الإسرائيلية الجديدة في خانيونس إن هذا النقص في الدماء "يشكل تهديدًا خطيرًا لحياة المرضى والمصابين في ظل المجازر المستمرة والتي تنفذها قوات الاحتلال بحق الأبرياء والمدنيين".
ولا تعد أوامر الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين بالإخلاء الفوري من إحدى المناطق بذريعة تحولها لمنطقة قتال والتوجه للمنطقة الإنسانية في المواصي، ضمانًا لسلامتهم.
وأشار المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي تيسير محيسن إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الاحتلال بهذا السلوك، موضحًا في حديث إلى "التلفزيون العربي" من غزة أنه قبل نحو شهر تقريبًا طلب الاحتلال من سكان شرق خانيونس إخلاء المنطقة والتوجه باتجاه مواصي خانيونس على اعتبار أنها منطقة آمنة وأن المنطقة الشرقية هي منطقة عمليات.
ونزح الناس من تلك المناطق كما أخلي المستشفى الأوروبي لكنهم عادوا إلى المنطقة مجددًا.
ولفت محيسن إلى أن مدفعية الاحتلال تستهدف السكان بشكل مباشر في شرق خانيونس. كما استهدفت طائرات الاحتلال شمال مخيم البريج في المحافظة الوسطى.
ويرى محيسن أن الاحتلال يحاول من خلال تكثيف استهدافه للمدنيين، الضغط على الشعب الفلسطيني وكذلك على المفاوض الفلسطيني، مؤكدًا أن الغزيين يعيشون واقعًا إنسانيًا صعبًا حيث يخرجون من مكان إلى آخر أملًا في أن يوفر هذا المكان الجديد الراحة والسكينة بعيدًا عن الاستهدافات الإسرائيلية، لكن سرعان ما يتحول المكان الجديد إلى جحيم لا يُطاق، بحسب محيسن.
الاحتلال يستهدف مستشفى شهداء الأقصى
وفي دير البلح وسط القطاع، أفاد مراسل "التلفزيون العربي" بأن مسيّرة إسرائيلية استهدفت بصاروخ خيمة داخل مستشفى شهداء الأقصى ما أدى إلى استشهاد شخص وجرح آخرين.
بدوره، حذّر المدير الطبي في مستشفى شهداء الأقصى إياد الجبري في حديث "للتلفزيون العربي" من إمكان الإعلان عن خروج المستشفى عن الخدمة خلال الساعات المقبلة.
وقد أسفرت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عن استشهاد وجرح أكثر من 129 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل وكارثة إنسانية متفاقمة.
