فيما يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم السابع والعشرين على التوالي، مع تواصل نزيف الدم الفلسطيني، لا ينفك قادة الاحتلال الإسرائيلي عن الحديث عما يصفونه بـ" غزة ما بعد حماس".
ويتجاوز ساسة تل أبيب في هذا النقاش المعركة التي يصعب عليهم حسمها، وسط مقاومة ضارية تنذر بإفشال مخططات إسرائيل وتكبد جيشها خسائر فادحة.
وتؤكد تسريبات سياسية وإعلامية تخرج منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، عدم وجود خطة أو إستراتيجية واضحة المعالم لدى إسرائيل بشأن مستقبل قطاع غزة.
واشنطن تروّج لـ"غزة ما بعد حماس"
في سياق ذلك يقول منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: إن واشنطن لا ترى مستقبلًا لحركة حماس في حكم قطاع غزة، مشيرًا إلى عدم وجود خطط لنشر قوات أميركية على الأرض في القطاع في الوقت الحالي أو المستقبل.
كيربي أشار إلى أن واشنطن لا تملك كل الإجابات بشأن شكل الحكم في قطاع غزة بعد حركة حماس، معتبرًا أن إحدى الأفكار التي تناقش بين الولايات المتحدة وشركائها، ولم يتم اتخاذ قرار بشأنها بعد، هي إمكانية وجود قوات دولية.
تصريحات كيربي تقاطعت مع تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمام إحدى لجان مجلس الشيوخ قال فيها إن واشنطن تدرس بدائل محتملة لمستقبل غزة إذا تم عزل حركة حماس، مضيفًا أن الأمر الأكثر منطقية في "مرحلة ما" سيكون وجود "سلطة فلسطينية فعالة ومتجددة" تتولى الحكم، متسائلًا في الوقت نفسه فيما إن كان هذا الأمر ممكنًا.
كلمة حماس
حركة حماس التي تخوض معارك ضارية ضد القوات الإسرائيلية، لها رؤيتها أيضًا، حيث قال رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية في وقت سابق: إن حماس لديها تصور شامل، يبدأ بوقف العدوان وفتح المعابر، مرورًا بصفقة لتبادل الأسرى، وانتهاء بفتح المسار السياسي لتقام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس، إضافة إلى حق تقرير المصير لدى الشعب الفلسطيني.
وفي خضم هذا النقاش، نقلت وكالة بلومبيرغ عن مصادر مطلعة قولها: إن الولايات المتحدة وإسرائيل تدرسان خيارات عدة لمستقبل غزة في حال "الانتصار" على حماس.
الخيار الأول يتمثل بإسناد السيطرة على القطاع لدول في منطقة الشرق الأوسط بدعم من قوات أميركية وبريطانية وألمانية وفرنسية، أما الخيار الثاني يتمثل بنشر قوات حفظ سلام ومراقبين في القطاع.
أما الخيار الثالث فيتمثل في إخضاع القطاع لإدارة مؤقتة من قبل الأمم المتحدة.
أما هناك في غزة، فلا يبدو أهالي القطاع المُحاصر مهتمين بأي حديث عن سيناريوهات مستقبلية تتعلق بمن سيحكمهم، حيث ينصب همهم الحالي على وقف نزيف الدماء وفظائع الاحتلال المستمرة.