تتواصل عمليات البحث عن الشهداء تحت أنقاض مباني حي سكني في مخيم جباليا شمالي غزة بعد تدميره يوم أمس جراء مجزرة إسرائيلية جديدة.
وجاءت هذه المجزرة بعد سلسلة مجازر اقترفتها قوات الاحتلال في قطاع غزة خلال العدوان الحالي.
وتمعن قوات الاحتلال الإسرائيلي في اقتراف مجزرة تلو الأخرى ضد سكان قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان مستمر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث لم تعد كلمة مجزرة كافية لوصف هول القتل والتدمير في القطاع بل هي مذبحة وأكثر، كما يقول أهالي غزة.
وتطول قائمة المجازر الإسرائيلية المتنقلة ضمن مسلسل الإبادة المستمرّ، بدءًا من مجزرة الشاطئ فالنصيرات، ثمّ مستشفى المعمداني، وصولاً إلى جباليا.
وقد ارتقى مئات الشهداء والجرحى في أحدث مجزرة وقعت في مخيم جباليا شمالي غزة، بعد أن قصف جيش الاحتلال مربعًا سكنيًا محاذيًا للمستشفى الإندونيسي بأطنان من القنابل.
"كارثة إنسانية وصحية"
وتعمق المجازر حجم الكارثة الإنسانية والصحية في القطاع، إذ إن أعدادًا كبيرة من جثامين الشهداء تبقى تحت الأنقاض لأيام طويلة في ظل ضعف الإمكانات وعدم القدرة على انتشالها في خضم قصف مكثف يستهدف كل شيء.
ولم ينفِ جيش الاحتلال مسؤوليته عن مجزرة جباليا بل بررها بحجة أنه استهدف قياديًا عسكريًا كبيرًا في حركة حماس، وهو أمر نفته الحركة.
والحال أن المبرر نفسه يعطي إقرارًا علنيًا من إسرائيل للعالم بأنها لا تكترث بقوانين ولا أعراف دولية في حربها على القطاع وأنّ كل شيء مباح لقذائفها وآلتها العسكرية، بشرًا وحجرًا.
لكنّ مجريات الميدان والسلوك الإسرائيلي خلال العدوان يؤكدان بحسب حركة حماس أن الاحتلال ينتقم عبر القصف من السكان من خلال تكثيف المجازر كلما واجه تحديات عملياتية في المعركة الدائرة.
ويُضاف إلى ما تقدّم إمعان إسرائيلي في تغيير شكل قطاع غزة وملامحه نتيجة هذه الحرب، وهو أمر أكده مسؤولون إسرائيليون حينما هددوا بذلك أكثر من مرة، ما يعني تحويل أجزاء كبيرة من القطاع وخاصة المنطقة الشمالية منه إلى أرض محروقة.
وقد دمّر الاحتلال أكثر من 32 ألف وحدة سكنية في العدوان الحالي، وكان النصيب الأكبر لمدينة غزة وشمالها بواقع 22 ألفَ وحدة مدمرة.