وصل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان اليوم الخميس إلى تل أبيب لعقد محادثات مُكثّفة مع مسؤولين إسرائيليين حول قضايا عدة، لاسيما الإطار الزمني للحرب على قطاع غزة.
وفي هذا الإطار، نشرت القناة "12" العبرية ما قالت إنّه جدول زمني إسرائيلي من ثلاث مراحل للحرب على قطاع غزة، ستعرضه تل أبيب على سوليفان.
وذكرت القناة أنّه وفقًا للجدول الزمني سيستمر القصف الشديد والأعمال العسكرية المكثّفة حتى يناير/ كانون الثاني الحالي، يلي ذلك سحب القوات من عمق غزة ونشرها على خطوط الدفاع، ثمّ مواصلة العمل من أجل القضاء على حركة حماس على مدار عام 2024.
وقالت القناة إنّه مع دخول إسرائيل الشهر الثالث من الحرب قبل أسبوع، "أبلغت الولايات المتحدة إسرائيل بأنّ الوقت ينفد أمامها لإنهاء الحرب؛ وفي هذا الإطار، أرسل الرئيس الأميركي جو بايدن سوليفان إلى إسرائيل للتأكد من وصول الرسالة، وأن خطط إسرائيل تتوافق مع الجدول الزمني الأميركي".
إنهاء القتال العنيف
وأضافت أنّه بينما كان الأميركيون يهدفون في البداية إلى الانتهاء من القتال العنيف بحلول عيد الميلاد أي بداية يناير 2024، إلا أنّ إسرائيل "لا ترى أنّ ذلك ممكنًا في ظل الوضع الحالي، من المرجح أن تُنهي إسرائيل هذه المرحلة بحلول نهاية يناير/كانون الثاني المقبل.
وأفادت بأنّ "إسرائيل تؤكد أنّها تحتاج إلى بضعة أسابيع أخرى بعد انتهاء القتال العنيف، لاستكمال انسحاب القوات من عمق غزة ونشرها على الخطوط الدفاعية، بعضها داخل القطاع وبعضها خارجه".
المرحلة الثالثة أطول
وأشارت القناة إلى أنّ المرحلة الثالثة والتي من المتوقع أن تكون أطول، هي "استكمال القضاء على حركة حماس"، مشيرة إلى أنّ التقديرات الإسرائيلية تُفيد بأنّ هذه المرحلة ستمتد على طول العام المقبل 2024، وتشمل تدمير قدرات حماس العسكرية عبر عمليات ومداهمات وغارات للجيش الإسرائيلي".
وعلى الرغم من الضغوط السياسية الخارجية والاحتجاجات الشعبية في أنحاء العالم، يُصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استمرار الحرب، على أمل إنهاء حكم "حماس" المتواصل لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال وتدافع عن الفلسطينيين.
وأضافت القناة: "الأهم هو أن إسرائيل تهدف إلى استمرار السيطرة الأمنية على غزة في المستقبل المنظور"، حسب قولها.
ورأت القناة أنّ هذا الجدول الزمني "يبدو واقعيًا يمكن لكل من إسرائيل والولايات المتحدة التوافق عليه"، لكنّها في الوقت نفسه أشارت إلى أنّ الأميركيين يولون أهمية كبيرة للقضية الإنسانية لسكان غزة، ولذلك، فإنّه "تقديرًا للأميركيين، تخطّط إسرائيل للموافقة على إعادة فتح معبر كرم أبو سالم لإدخال مساعدات إلى غزة خلال استفتاء هاتفي".
"اليوم التالي للحرب"
وإلى جانب الإطار الزمني للحرب، فإن من بين القضايا التي سيبحثها سوليفان هي مصير قطاع غزة بعد الحرب ودور السلطة الفلسطينية، وتحويل أموال المقاصة (الضرائب) إلى السلطة، ودخول العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى إسرائيل.
وتمنع إسرائيل العمال من الضفة الغربية من الدخول إلى إسرائيل للعمل منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأشارت القناة إلى خلافات بين تل أبيب وواشنطن بشأن "اليوم التالي" للحرب على قطاع غزة، إضافة إلى أنّ "الولايات المتحدة منزعجة من وضع السلطة الفلسطينية، وعدم تحويل حكومة نتنياهو الأموال إليها، أو الموافقة على دخول العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل، وذلك خلافاً لموقف المؤسسة الأمنية".