اعتبر رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أنّ الحديث عن عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية "تكهّنات"، مشدّدًا على أنّ أسباب تعليق عضوية دمشق لا تزال قائمة بالنسبة إلى الدوحة.
وقال للتلفزيون الحكومي، في مقابلة بثت أمس: "قرار دولة قطر هو ألا تتّخذ أي خطوة إذا لم يكن هناك حلّ سياسي للأزمة السورية"، مضيفًا أنه بالنسبة إلى الدول الأخرى "كلّ دولة لها تقييمها وهذا قرار سيادي يخصّها، ولكن دولة قطر هذا موقفها المتمسكة به حتى اليوم. وإلى الآن، لا يوجد شيء إلا تكهّنات، ولا شيء واضحًا مطروح على الطاولة".
مسألة العلاقات مع النظام السوري
وجاء كلام رئيس الوزراء القطري قبيل اجتماع بين دول مجلس التعاون الخليجي الستّ والأردن والعراق ومصر في جدة لمناقشة مسألة العلاقات مع النظام السوري.
وتستضيف السعودية الجمعة الاجتماع في جدّة لتبادل وجهات النظر حول تلك المسألة، وذلك في خضمّ تحرّكات دبلوماسية إقليمية كبرى يتغيّر معها المشهد السياسي في المنطقة، منذ اتفاق الرياض وطهران على استئناف العلاقات الشهر الماضي.
الشيخ محمد بن عبد الرحمن أوضح أنه "كانت هناك أسباب لتعليق عضوية النظام السوري في الجامعة العربية ومقاطعته في ذاك الوقت، وهذه الأسباب ما زالت قائمة بالنسبة لنا على الأقلّ في دولة قطر".
وكانت دول عربية عدة على رأسها السعودية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق. وعلّقت جامعة الدول العربية عضوية النظام في أعقاب اندلاع ثورة شعبية قمعتها قوات النظام في 2011.
اللاجئون والمعتقلون في سجون النظام السوري
وأضاف رئيس الوزراء القطري أن "الحرب توقفت لكنّ الشعب السوري ما زال مهجّرًا والناس الأبرياء في السجون. نحن لا نريد فرض حلول على الشعب السوري، وهو الذي يجب أن يصل إلى حلّ، ويجب أن يكون هناك حلّ سياسي للأزمة السورية".
وفي هذا الإطار، لفت أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر، حسن البراري في حديث إلى "العربي"، إلى أن هناك انقسامًا واضحًا بين الدول العربية تجاه هذا النظام، لاسيما أن قطر ترى أن العلاقة معه مرهونة بتغيرات ميدانية، ما يعني وجود حل سياسي يجسد تطلعات الشعب السوري، ويتعامل مع قضايا عديدة على رأسها قضية المعتقلين في سجون النظام، وليس أي حل يتخطى تلك القضايا، وذلك لضمان الاستقرار السياسي هناك.
وبدأت تظهر مؤخرًا مؤشرات على تقارب عواصم عدة مع سوريا، بينها أبوظبي التي أعادت علاقاتها الدبلوماسية، والرياض التي أجرت محادثات مع دمشق تتعلّق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين.
المعارضة السورية ترحب بموقف قطر
واستقبلت السعودية الأربعاء في آنٍ، وفدًا إيرانيًا للتحضير لإعادة فتح البعثات الدبلوماسية الإيرانية في المملكة، ووزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد للمرة الأولى منذ بداية النزاع في بلده.
ويعتقد البراري في حديثه، أن "عودة علاقات بعض الدول مع النظام السوري ستكون مرهونة بمواقف فردية، وذلك يعود إلى مصالحها الخاصة، لاسيما أن هناك دولًا مجاورة لسوريا لها مصلحة وطنية، تتطلب تنسيقًا مع النظام السوري، كما أن هناك دولًا عربية تقف ضد الثورات العربية، أما عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية فهذه المسألة تتطلب إجماعًا".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قد أفادت بأن خمس دول عربية وهي المغرب والكويت وقطر واليمن ومصر تقاوم محاولات إعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية.
وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض، قد أشاد أمس بالموقف القطري حيال إعادة العلاقات مع النظام. وقال الائتلاف في بيان: "نقدّر الموقف القطري الثابت الرافض التطبيع مع النظام السوري". وشدد على أن الشعب السوري ما زال "يعاني مرارة النزوح والقصف والاعتقال حتى يومنا هذا".