الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

كييف تتصدى لهجوم جديد.. ضوء أخضر أميركي لإمداد أوكرانيا بمقاتلات إف-16

كييف تتصدى لهجوم جديد.. ضوء أخضر أميركي لإمداد أوكرانيا بمقاتلات إف-16

شارك القصة

"العربي" يسلط الضوء على حاجة أوكرانيا للطائرات المقاتلة (الصورة: غيتي)
ستتخذ الحرب الأوكرانية الروسية منعطفًا جديدًا بعد أن أعطى الرئيس الأميركي الضوء الأخضر للغرب لدعم كييف بالطائرات المقاتلة.

أبدى الرئيس الأميركي جو بايدن استعدادًا للسماح لدول أخرى بتزويد أوكرانيا بمقاتلات تطالب بها بشدّة، من نوع أف-16 أميركيّة، في خطوة تعكس تحولًا كبيرًا في الدعم الغربي لكييف، الأمر الذي وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنّه "تاريخي".

ويلتقي زيلينسكي نظيره الأميركي "في الأيام المقبلة" خلال قمّة مجموعة السبع في هيروشيما، وفق ما أعلن مدير مكتبه الجمعة، إذ يصل الرئيس الأوكراني اليوم السبت إلى اليابان ويلتقي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في أولى اجتماعاته.

وقال أندريه يرماك إنّ الرئيسين الأوكراني والأميركي سيبحثان في سلسلة مواضيع، بينها التحالف الدولي لتسليم مقاتلات والذي بفضله ستتمكّن أوكرانيا "في وقت قريب جدًا من الحصول على كلّ ما تحتاجه لحماية أجوائنا ومدننا ومواطنينا".

يأتي ذلك فيما تستعدّ القوات الأوكرانيّة لهجوم الربيع الذي طال انتظاره، وسط تجدد الهجمات الروسية الصاروخية بالطائرات المسيّرة على كييف ومدن عدة. 

البيت الأبيض

وقال البيت الأبيض في بيان اليوم السبت، إنه "حان الوقت للنظر في ما ستحتاجه أوكرانيا لردع روسيا عن المضي قدمًا، مضيفًا بأن مساعدة الأسلحة لكييف تتغير مع تغير طريقة الصراع" 

مسؤول كبير في البيت الأبيض قال إنّ بايدن الذي يشارك في قمّة مجموعة السبع في اليابان، أكّد لمحاوريه "دعمه لمبادرة مشتركة تهدف إلى تدريب طيّارين أوكرانيّين على طائرات مقاتلة من الجيل الرابع بما يشمل مقاتلات أف-16".

ويواجه بايدن الذي يدير الردّ الغربي في مواجهة روسيا، ضغطًا متزايدًا للسماح بإرسال مقاتلات أميركيّة "لوكهيد مارتن" إلى أوكرانيا، ليس من طرف الولايات المتحدة وإنّما من جانب دول أخرى تملكها.

ويخضع تسليم هذه الطائرات عبر دولة أخرى لموافقة مسبقة من واشنطن، وتحديدًا لإذن من وزارة الخارجيّة، حرصًا على حماية التكنولوجيا العسكريّة الأميركيّة.

وقال المسؤول: "خلال الفترة التي سيجري فيها التدريب في الأشهر المقبل، سيقرّر تحالف الدول المشاركة في هذا الجهد موعد تقديم طائرات وعددها ومن سيُقدّمها".

وتُشكّل هذه الصيغة التي تتضمّن كلمة "موعد" وليس "إذا" كانت ستُسلّم، الإشارة الأقوى حتّى الآن من جانب الولايات المتحدة لتسليم هذه الطائرات التي تُطالب بها كييف بشدّة.

ولاقى الإعلان الأميركي ترحيبًا سريعًا من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ونظيره البلجيكي ألكسندر دو كرو ووزيرة الدفاع الهولنديّة كايسا أولونغرين.

كذلك، أعلنت الدنمارك أنها ستدرّب طيّارين أوكرانيّين على طائرات أف-16. وأكد زيلينسكي أنّ هذا الأمر "سيساعد إلى حدّ كبير سلاح الجوّ" لدينا، واصفًا الإعلان الأميركي بأنّه "تاريخي".

مطالبات سابقة

ويطالب زيلينسكي منذ أشهر حلفاءه الغربيّين بتزويده بطائرات تتيح للجيش الأوكراني ضرب القوّات الروسيّة بالعمق، لكن من دون أن يشكّل ذلك حلًا سحريًا للنزاع.

وأوضح المسؤول الكبير أنّ "التدريب سيحصل خارج أوكرانيا في مواقع بأوروبا وسيستمر أشهرًا"، آملًا في أن "يبدأ هذا التدريب في الأسابيع المقبلة".

ورحّب سوناك الجمعة بالإعلان الأميركي، قائلًا إن "بريطانيا ستعمل مع الولايات المتحدة وهولندا وبلجيكا والدنمارك لتقديم الدعم الجوّي الذي تحتاجه أوكرانيا"، واصفًا الدعم الأميركي لهذه المبادرة المتعدّدة بأنه "موضع ترحيب". ودعت بريطانيا الثلاثاء إلى "تحالف دولي" يهدف إلى تزويد الجيش الأوكراني طائرات قتالية.

أمّا بولندا التي تملك طائرات أف-16 ، فقد سبق أن أعلنت أنها ستكون مستعدة لتزويد أوكرانيا بها، وكذلك فعلت هولندا التي على غرار عدد من دول حلف شمال الأطلسي، استبدلت أسطولها من طائرات إف-16 بالنسخة الأحدث وهي إف-35.

حاليًا، من غير الوارد أن تتّخذ الولايات المتحدة بنفسها هذا القرار، لكنّ السماح لدول أخرى بفعل ذلك يُشكّل في ذاته منعطفًا كبيرًا في الرد الغربي على روسيا التي بدأت حربها في فبراير/ شباط 2022.

هجوم روسي جديد

ميدانيًا، أعلنت الإدارة المدنيّة والعسكريّة في كييف، اليوم السبت، أنّها صدت بشكل تامّ خلال الليل هجومًا جديدًا شنّته مسيّرات روسيّة على العاصمة الأوكرانية، وأدّى إلى سقوط حطام في كييف من دون تسجيل إصابات في هذه المرحلة.

وتكثف روسيا في الآونة الأخيرة هجماتها المماثلة مستهدفة المدن، بعشرات الصواريخ ومنها فرط الصوتية فيما تتصدى لها الدفاعات الجوية الأوكرانية. 

وكتب سيرغي بوبكو، رئيس الإدارة المدنية والعسكرية في كييف، على تلغرام: "الليلة الماضية نفّذ المعتدي هجومًا كبيرًا آخر بطائرات بلا طيّار".

وأضاف أنّ "الدفاعات الجوّية للمدينة أسقطت كل الأهداف الجوّية التي رُصِدت"، مشيرًا إلى أنها مسيّرات من نوع "شاهد" الإيرانية وفقًا للمعلومات الأولية.

ولفت بوبكو إلى أن كييف "لم تتعرّض لأي غارات" لكنّ حطامًا سقط على العاصمة تسبّب في اندلاع حريق على سطح مبنى سكني في منطقة دنيبروفسكي وتم إخماده من دون أي إصابات.

وفي وقت سابق كتب رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو على تلغرام أن هناك "حريقًا على سطح مبنى من تسع طبقات في أحد المجمعات السكنية في منطقة دنيبروفسكي"، مضيفًا أنه لا توجد معلومات حول سقوط ضحايا. وقال سيرغي بوبكو إن الحريق نجم من "سقوط حطام"، داعيًا السكان إلى الاحتماء.

وفي الساعة 00:45 بالتوقيت المحلي أعلن الجيش الأوكراني أن طائرات "شاهد" بلا طيار كانت تتجه نحو منطقة كييف.

وتحدثت السلطات عن انفجارات هناك وكذلك في تشرنيغيف، وفي ماريوبول. وأشار الجيش إلى أن أنظمة الدفاع الجوي نشطة في منطقتي كييف وتشيرنيغيف.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close