يثير "الكيل بمكيالين" الذي تمارسه بعض الدول في تعاملها مع ملف اللاجئين جدلًا واسعًا، لا سيما مع تفجر الأوضاع في السودان ولجوء عشرات الآلاف الذين فرّوا من جحيم حرب اندلعت منتصف أبريل/ نيسان الجاري بين الجيش وقوات الدعم السريع.
في بريطانيا التي تطبّق سياسات صارمة تجاه عشرات آلاف طالبي اللجوء، سأل مذيع "بي بي سي" وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان: "في مثل هذا الوقت من العام الماضي استقبلنا آلاف اللاجئين من أوكرانيا عبر برنامج حكومي منظم، هل سنفعل الأمر ذاته مع السودان الآن؟".
وزيرة الداخلية التي ردّت بالنفي، قالت إن "الوضع مختلف كليًا حاليًا، وأولويتنا الآن للمواطنين البريطانيين العالقين في السودان".
داخليا ونحو الدول المجاورة.. السودانيون يواصلون النزوح هربا من جحيم المعارك#السودان تقرير: بهية مارديني pic.twitter.com/5YHFl6MQvY
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 28, 2023
وأضافت: "إننا في مرحلة مبكرة من الوضع في السودان والمشهد يتغير سريعًا، وهناك كثير من الأشياء المجهولة".
ووجد موقف وزيرة الداخلية البريطانية قبولًا لدى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الذي رد بدوره على سؤال وجه له في البرلمان حول الطريق القانوني الآمن والمتاح للأطفال اللاجئين الفارين من السودان.
فقد أجاب سوناك: "أولويتنا في السودان إجلاء الدبلوماسيين البرطانيين وعائلاتهم، وأشعر بالرضا لأننا من أوائل الدول التي تتمكن من القيام بذلك".
وكانت الحكومة البريطانية أعلنت أن 6 طائرات أقلعت من السودان منذ بدء عمليات الإجلاء، وأن عدد الرعايا البريطانيين العائدين بلغ على متنها 536 بريطانيا.
"دعم مذهل نود رؤية مثله"
إلى ذلك، نقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية قوله إننا نراقب الوضع عن كثب لضمان قدرتنا على تقديم الاستجابة بشكل مناسب.
وأضاف: "رغم أن طرقنا القانونية والآمنة أكثر سخاء من أي مكان آخر، فإننا لا نستطيع أن نستقبل كل من يرغب في القدوم إلى المملكة المتحدة".
على الجانب الآخر تقف منظمات حقوقية وخيرية تعنى بقضايا اللاجئين في بريطانيا، مثل مؤسسة "كير في كالي" (Care 4 Calais)، التي قالت عبر مؤسستها كلير موسيلي إن "من المستحيل عمليًا وصول اللاجئين السودانيين إلى المملكة المتحدة عبر طرق آمنة".
وأردفت: "كان الدعم الذي قدمه الشعب البريطاني للاجئين الأوكرانيين مذهلًا، ونود أن نرى مثله مع اللاجئين السودانيين".