السبت 16 نوفمبر / November 2024

لماذا تتصدّر أميركا دول العالم من ناحية الكوارث الطبيعية؟

لماذا تتصدّر أميركا دول العالم من ناحية الكوارث الطبيعية؟

شارك القصة

تقرير أرشيفي عن "عاصفة القرن" الأقسى التي تمر على أميركا منذ نحو ثلث قرن (الصورة: اسوشييتد برس)
أكد عدد من الخبراء أنّ البشر جعلوا طبيعة الولايات المتحدة أسوأ بكثير بسب الطريقة التي يتمّ بها البناء هناك.

قد تكون الطبيعة الجغرافية للولايات المتحدة هي السبب وراء تأثرها بالطقس القاسي والرديء والأكثر إتلافًا من أي مكان على الأرض.

وهناك، يتّحد محيطان، وخليج المكسيك، وجبال روكي، وشبه الجزر كفلوريدا، والتيار الهوائي لتكوين أسوأ أنواع الطقس.

غير أن عددًا من الخبراء أكدوا لوكالة أسوشييتد برس أنّ الناس جعلوا طبيعة الولايات المتحدة أسوأ بكثير بسب الطريقة والمكان التي يتمّ بها البناء.

وقال ريك سبينراد، رئيس الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي: "عند ربط كل هذه العوامل الطبيعية والبشرية مع تغيّر المناخ، فإنه من المتوقّع حدوث المزيد من الأحداث المتطرّفة".

ما تأثير الموقع الجغرافي؟

وأشارت كاثي ديلو، عالمة المناخ بولاية نورث كارولينا إلى أنّ الأمر يبدأ مع موقع أميركا على الكرة الأرضية.

وتواجه الولايات المتحدة الزوابع، والأعاصير، والسيول، والجفاف، وحرائق الغابات، وعواصف ثلجية، وعواصف جليدية، وموجات حر، وعواصف رعدية شديدة، وبرق، وعواصف رملية، ورياح الموسمية، والدوامات القطبية.

وأوضحت سوزان كاتر، مديرة معهد الثغرات الأمنية والمرونة في جامعة ساوث كارولينا، أنّ الولايات المتحدة تتميّز بتصادم الكتل الهوائية الذي ينتج عنه الطقس القاسي.

حدود نيفادا وأريزونا

وشرح فيكتور جينسيني، أستاذ الأرصاد الجوية بجامعة شمال إلينوي، أنّ الأمر "يرتبط بخليج المكسيك وارتفاع التضاريس إلى الغرب"، مضيفًا: "يرتفع الهواء الجاف القادم من الغرب فوق جبال روكي، ويصطدم مع الهواء الدافئ الرطب القادم من خليج المكسيك، ما يؤدي إلى عاصفة على شكل طائرة نفّاثة".

مزيج "قاتل" في الغرب

أما في الغرب، فتُقرع طبول الأنهار في الغلاف الجوي. وفي المحيط الأطلسي، هناك مزيج من الأعاصير والعواصف الشمالية الشرقية، ما يؤدي إلى عواصف هائلة على غرار الإعصار ساندي عام 2012.

وأظهرت الأعاصير القاتلة في ديسمبر/ كانون الأول 2021 التي ضربت كنتاكي، فرادة الولايات المتحدة.

بدوره، قال أستاذ الأرصاد الجوية بشمال إلينوي ووكر أشلي: مع ارتفاع الهواء البارد في القطب الشمالي والهواء الأكثر دفئًا في المناطق الاستوائية، فإن المنطقة الواقعة بينهما، أي خطوط العرض الوسطى حيث توجد الولايات المتحدة، "تحصل على الطقس الأكثر إثارة للاهتمام بسبب كيفية عمل الهواء في درجات حرارة متضاربة، وذلك بين الشمال والجنوب".

الجنوب يعاني من الأسوأ

يُضاف إلى ذلك السلاسل الجبلية التي تتجه من الشمال إلى الجنوب، مع الرياح المتدفّقة من الغرب إلى الشرق، وتحتها كل خليج المكسيك الممتلئ بالدفء.

فيضانات في كاليفورنيا
فيضانات في كاليفورنيا- اسوشييتد برس

وفي هذا الإطار، قال جينسيني: إنّ الخليج يضخّ الهواء الساخن الرطب تحت الهواء الجافّ الأكثر برودة الذي ترفعه الجبال، وهذا لا يحدث حقًا في أي مكان آخر في العالم.

بدوره، أكد أستاذ الأرصاد الجوية بجامعة جورجيا مارشال شيبرد، الرئيس السابق لجمعية الأرصاد الجوية الأميركية، أنه إذا كانت الولايات المتحدة ككل تعاني من الطقس السيئ، فإن الجنوب يعاني من الأسوأ، هناك نختبر كل نوع من أحداث الطقس القاسية، بما في ذلك العواصف الثلجية، وحرائق الغابات، والأعاصير، والفيضانات، والأعاصير.

وشرح آشلي: إنّ الجنوب لجأ إلى بناء المزيد من المساكن المقاومة لجميع أنواع مخاطر الطقس، وأهمها العواصف الليلية القاتلة، حيث لا يستطيع الناس رؤيتها ويقلّ احتمال اختبائهم، ويفوّتون التحذيرات منها في أثناء نومهم.

ما دور البشر؟

ويتسبّب الطقس القاسي الناجم عن الجغرافيا الفريدة لأميركا في حدوث مخاطر. لكن أشلي وجينسيني قالا: إنّ البشر هم من يحوّلون تلك المخاطر إلى كوارث.

وفي هذا الإطار، قالت كاتر: "المدن الأميركية تُبنى بالقرب من المياه التي تفيض، ربما باستثناء دنفر. بينما ينتقل المزيد من الناس إلى مناطق الجنوب، حيث توجد المزيد من المخاطر".

وأوضحت أنّ "الإصرار على بناء الجزر الحاجزة، لا سيما على الساحل الشرقي وساحل خليج المكسيك، مع العلم بأنّ الرمال ستتحرك وأن الأعاصير ستضربها، يبدو وكأنه إهدار هائل للمال".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات