Skip to main content

مأساة إنسانية.. مفوض الأونروا: التاريخ سيحاكمنا ما لم يتوقف قصف غزة

الخميس 26 أكتوبر 2023
لليوم الـ20 يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة - الأناضول

استنكر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليب لازاريني ما آلت إليه الأوضاع في قطاع غزة على خلفية العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 20 يومًا، وخاطب العالم قائلًا: "التاريخ سيحاكمنا جميعًا ما لم يكن هناك وقف لإطلاق النار في غزة".

وقال لازاريني في مقال نشرته اليوم الخميس صحيفة "الغارديان" البريطانية: "منذ أكثر من أسبوعين تخرج من غزة صور لا تطاق، تكشف عن مأساة إنسانية، وسوف يتساءل التاريخ لماذا لم يكن لدى العالم الشجاعة للتصرف بشكل حاسم، ووقف هذا الجحيم على الأرض".

"لا يوجد مكان آمن في غزة"

وأضاف المفوض الأممي: "تقتل النساء والأطفال وكبار السن، وتقصف المستشفيات والمدارس. لم يسلم أحدًا، ولا يوجد مكان آمن في غزة".

واعتبر أن قطاع غزة "تحول إلى أكبر سجن مفتوح في العالم على خلفية الحصار المفروض عليه منذ نحو 17 عامًا، إلى مقبرة لسكان محاصرين بين الحرب والحصار والحرمان".

ولليوم الـ20، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة، مخلفًا 7028 شهيدًا فلسطينيًا، بينهم 2913 طفلًا و1709 سيدات و397 مسنًا، كما أصيب في القصف 18484 آخرون، بالإضافة إلى أكثر من 1600 مفقود تحت الأنقاض، بحسب سلطات القطاع.

وفي السياق، أدان مفوض "الأونروا" في مقاله، تحذيرات الجيش الإسرائيلي لسكان قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الجيش "يطالب الفلسطينيين بالانتقال إلى جنوب القطاع، ومع ذلك تستمر الغارات في الجنوب".

وتكثف إسرائيل من خطابها بتهديد أهالي قطاع غزة باجتياح بري للقطاع، رغم التحذيرات الدولية من ذلك خشية ارتكاب مزيد من المجازر بحق المدنيين.

منشآت "الأونروا" بغزة "لم تعد آمنة"

في ذات المقال، أشار لازاريني  إلى أن "الأونروا" فقدّت "بشكل مأساوي" 35 من موظفيها، لافتًا إلى أن العديد من موظفي الوكالة الأممية "قتلوا أثناء وجودهم في منازلهم مع عائلاتهم".

وعلى هذا النحو، كشف لازاريني أن منشآت "الأونروا" في قطاع غزة "لم تعد آمنة" علي خلفية الأضرار التي طالتها إثر الغارات الإسرائيلية.

وأردف: "قُتل العديد من المدنيين الذين كانوا يحتمون داخل منشآتنا في غزة بشكل مأساوي"، مؤكدًا تعرض 40 مبنى تابعًا للأونروا في قطاع غزة بينها مدارس ومستودعات، لأضرار إثر الغارات الإسرائيلية.

وأكد لازاريني في مقاله على وجود نحو 600 ألف شخص في 150 منشأة تابعة للأونروا، نزحوا من مناطقهم ومنازلهم بسبب الغارات الإسرائيلية.

وسبق أن أكدت الأونروا أن ما لا يقل عن 40 منشأة تابعة لنا تأثرت جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، مبينة: "ملاجئنا تستوعب أربعة أضعاف طاقتها وينام الكثير من الأشخاص في الشوارع نظرًا لازدحام المنشآت القائمة حاليًا".

وقبل يومين حذرت وكالة "الأونروا" من إيقاف عملياتها في قطاع غزة المحاصر مساء غد الأربعاء بسبب نقص الوقود.

وقالت الوكالة في تدوينة على موقع "إكس" للتواصل الاجتماعي: "سينفد الوقود لدى أونروا مساء غد - مما يضطرنا إلى وقف العمليات وإيصال المساعدات الإنسانية للأشخاص الذين يحتاجونها".

لليوم الـ20 يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة - الأناضول

وشدّد لازاريني على أن هؤلاء النازحين "يعيشون في ظروف غير صحية، في ظل محدودية توافر المياه النظيفة، وقليل من الطعام والأدوية".

وقال: "الأمهات لا يعرفن كيف يمكنهن تنظيف أطفالهن، وتدعو النساء الحوامل ألا يتعرضن لمضاعفات أثناء الولادة، لأن المستشفيات ليس لديها القدرة على استقبالهن".

وأضاف أن ما ارتكبته حركة "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، "لا يبرر الجرائم المستمرة ضد السكان المدنيين في غزة، بما في ذلك أطفالها البالغ عددهم مليون طفل".

وراح يقول: "لم يختر المدنيون في غزة هذه الحرب، لا ينبغي أن تتبع الفظائع المزيد من الفظائع، إن الرد على جرائم الحرب لا يكن بالمزيد من جرائم الحرب".

المساعدات الإنسانية

وفيما يتعلق بدخول عدد من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، انتقد لازاريني الترحيب المبالغ فيه بهذا الإنجاز.

وقال: إن هذه الشاحنات "تمثل تدفقًا ضئيلًا، وليست تدفقًا لمساعدات يتطلبها وضع إنساني بهذا الحجم".

ووفقًا لمفوض الأونروا، كانت غزة تتلقى حوالي 500 شاحنة من المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات يوميًا قبل 7 من الشهر الجاري، بما في ذلك 45 شاحنة وقود لتشغيل سيارات القطاع ومحطات تحلية المياه والمخابز.

وحتى صباح اليوم، وصل العدد الإجمالي لشاحنات المساعدات التي دخلت قطاع غزة عبر معبر رفح البري، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة 74 شاحنة.

المصادر:
وكالات
شارك القصة