Skip to main content

مأساة غرق مركب المهاجرين قبالة اليونان.. ماذا عن المصريين ودور أثينا؟

الأحد 18 يونيو 2023

أعلنت وزارة الهجرة المصرية أن 47 مصريًا نجوا من حادث غرق مركب المهاجرين، الذي وقع الأربعاء قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز في جنوب غرب اليونان، مضيفة في بيان لها أن 8 مصريين يجري التحقيق معهم في أثينا بتهمة تنظيم رحلة القارب المنكوب. 

يأتي ذلك فيما لم تعرف بعد أعداد المصريين الذين لقوا حتفهم في واحدة من أسوأ كوارث غرق المراكب، التي تقل مهاجرين غير نظاميين عبر البحر الأبيض المتوسط، بعدما أسفر الحادث عن مقتل ما يناهز 80 شخصًا. 

وأكد الخبير في شؤون الهجرة، محمد الكاشف، في حديث إلى "العربي" من برلين، أن يوم أمس كان اليوم الأخير في البحث عن الضحايا من دون أن يسفر ذلك عن وجود ناجين، موضحًا أن القارب غرق على بعد 80 كلم من السواحل اليونانية، وفي منطقة تعد الأعمق في البحر الأبيض المتوسط. 

"شهادات مروعة"

وكان المركب قد انطلق من الأراضي المصرية، مرورًا بطبرق شرقي ليبيا، حاملًا مهاجرين شتى من مصر وسوريا وباكستان ودول إفريقية أخرى، وجاءت شهادات المصريين الناجين من غرق المركب مروعة، ولا سيما في حديثهم حول الساعات الأخيرة التي قضوها عالقين على المركب في المياه الدولية، وحول انقلاب القارب بعد تدخل خفر السواحل اليوناني، ومحاولتهم قطر القارب قبل انقلابه.

الكاشف قال في حديثه إلى "العربي"، إن المركب كان مكتظًا بوجود ما يقارب 750 راكبًا، حيث توزع الرجال والصبية على سطحه وجوانبه، فيما كان الأطفال والنساء داخل بطن القارب، ما يفسر نجاة عدد كبير من الرجال. 

وكانت وزارة الهجرة في القاهرة قد أفادت ضمن بيانها أن أعمار الناجين المصريين تتراوح بين العشرين والأربعين، وبينهم 5 قصر، فيما يواجه ثمانية منهم في اليونان تهم تنظيم هجرة غير شرعية، والانتماء للجريمة المنظمة، وقتل ضحايا، فيما أدانت وزارة الخارجية المصرية ما أسمته استمرار جرائم الهجرة غير الشريعة، واستغلال حاجة المهاجرين.

وأوضحت الخارجية أن القاهرة اتخذت إجراءات حاسمة ورادعة لضبط الحدود أمام المهاجرين غير النظاميين، مؤكدة أن المركب غادر في رحلته المأساوية من الأراضي الليبية وليس المصرية، وأنها تتابع الملف عبر السفارة المصرية في اليونان.

 الدور اليوناني

وأكد الكاشف أن القارب انطلق من طبرق الليبية، حيث تنشط شبكات التهريب هناك مؤخرًا، وقد أرسل أولى إشارات الاستغاثة يوم الثلاثاء، وتم تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استطاع عدد من الركاب التواصل مع شبكة إلكترونية، متخصصة في استقبال الاتصالات الطارئة من المهاجرين.

وأضاف الكاشف أن جهاز حرس الحدود اليوناني تلقى الإنذار بالفعل، كما التقطت طائرة تابعة لوكالة حماية الحدود البحرية صورة للقارب في ظهيرة يوم الثلاثاء، كما قامت سفت تجارية مرت في المنطقة بمد المهاجرين على سطح القارب المنكوب ببعض المياه. 

وقال الكاشف إنه ورغم ذلك لم يتم إنقاذ المهاجرين، حيث ادعت اليونان أنهم أرادوا مواصلة السفر إلى إيطاليا، وأضاف أن السلطات في أثينا تتحمل مسؤولية الحادث، وهذه ليست المرة الأولى التي تكشف فيها اليونان عن الوجه السئ والبشع في التعامل مع هذا الملف، وفق الكاشف. 

صمت برلماني

مصادر برلمانية مصرية قالت إن أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، تلقوا تعليمات من رئيسي المجلسين، بعدم التعقيب على حادثة غرق المركب، وقد تضمنت تلك التعليمات عدم إصدار بيانات عاجلة، أو طلبات إحاطة من النواب عن الحادث، بدعوى أن وزارة الخارجية هي الجهة الرسمية المنوط بها التعليق وإصدار البيانات. 

ولا يعلم إن كان العشرات أو المئات من المصريين بين المفقودين، لكن المؤكد أن الكارثة كان للمصريين منها نصيب كبير، وإن عائلات الضحايا تنتظر أخبارًا تأتي تباعًا وقد لا تأتي.

المصادر:
العربي
شارك القصة