يشهد لبنان قصفًا إسرائيليًا هو الأعنف والأوسع منذ بدء المواجهات على طرفي الحدود في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ما أسفر عن عشرات الشهداء ومئات الجرحى.
فبينما أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف أكثر من 300 موقع لحزب الله في لبنان منذ الصباح، أفادت وزارة الصحة اللبنانية باستشهاد 100 شخص وإصابة أكثر من 400.
ومن بين الشهداء والجرحى أطفال ونساء وطواقم إسعاف وفق الوزارة.,
وطالت الغارات مناطق واسعة من جنوب لبنان والبقاع الغربين بعد موجة قصف أولى صباحًا استهدفت أيضًا بلدات عدة في البقاع الشمالي شرق لبنان.
حزب الله يرد بالصواريخ
وأمام تطورات الأوضاع، دعت وزارة الصحة مستشفيات الجنوب وشرق البلاد لوقف العمليات غير الطارئة، مع توقعات بتزايد عدد الإصابات مع الموجة الجديدة للغارات التي يشنها جيش الاحتلال.
وفي مقابل القصف الإسرائيلي، أطلقت رشقات صاروخية من جنوب لبنان نحو الجليل.
وأفاد شهود عيان للتلفزيون العربي بأن سحب الدخان تتصاعد من أكثر من موقع في الجليل الأدنى جراء رشقة صاروخية من لبنان.
بدوره، قال جهاز الإطفاء الإسرائيلي إن 7 فرق تتعامل مع حرائق في عميعاد شمال طبريا جراء قصف صاروخي من لبنان .
وأعلن حزب الله في بيان أنه قصف "المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ".
"مخطط تدميري"
وفي المواقف، ندّد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بما وصفه بـ"المخطط التدميري" لإسرائيل على وقع الغارات الكثيفة على جنوب البلاد وشرقها، تزامنًا مع دعوة جيش الاحتلال السكان للابتعاد عن مواقع حزب الله.
وقال ميقاتي في كلمة على هامش جلسة للحكومة: "العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى، ومخطط تدميري يهدف الى تدمير القرى والبلدات"، مجددًا دعوة "الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الفاعلة الى ردع العدوان" الإسرائيلي.
من جانبها، أصدرت الأمم المتحدة في لبنان تصدر تعميمًا داخليًا تطلب فيه من موظفيها الحد من تحركاتهم على الأراضي اللبنانية، فيما ألغت قوات حفظ السلام الأممية في الجنوب" اليونيفيل" كل دورياتها جنوب الليطاني اليوم.
خروقات هاتفية
وتلقّى مواطنون في عدد من المناطق وأبرزها جنوب لبنان، رسائل هاتفية تحذيرية عبر الشبكة الثابتة، مصدرها الاحتلال الإسرائيلي، تطلب منهم إخلاء أماكن وجودهم سريعًا. كما بعث جيش الاحتلال رسائل نصيّة وأجرى اتصالات هاتفية بالسكان جنوبًا، طلب فيها منهم بالابتعاد فورًا مسافة ألف متر عن مواقع أسلحة تابعة لـ"حزب الله".
وزير الداخلية اللبناني، بسام المولوي، بدوره، أكد أن الوضع "وضع دقيق ويزداد دقة"، وقال: "نحن في وزارة الداخلية ومجلس الأمن المركزي اجتماعاتنا مفتوحة لمراقبة الوضع الحاصل".