منذ أمس الإثنين، لا تزال الطفلة الفلسطينية هند رجب ذات الأعوام الستة، محاصرة داخل مركبة بين جثامين 6 من أفراد عائلتها استُشهدوا بقصف إسرائيلي استهدف مركبة كانوا يستقلّونها في قطاع غزة.
ووثّق الهلال الأحمر الفلسطيني في تسجيل صوتي لحظة إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على العائلة (عائلة عم والدتها بشار حمادة) خلال اتصالها بخدمة الإسعاف والطوارئ لطلب المساعدة، أثناء مرورها في منطقة محطة فارس للمحروقات بمدينة غزة.
"الجميع ماتوا"
وسرد سمير حمادة جد الطفلة هند رجب تفاصيل آخر اتصال هاتفي مع عائلة هند.
وقال حمادة في حديث إلى "العربي"، إنّ شقيقه بشار توجّه مع أسرته من تل الهوى إلى منطقة آمنة في مدينة غزة، حيث استهدفته دبابات الاحتلال ما أدى إلى استشهاده ومن معه بالسيارة.
وأضاف الجد أنّ ليان ابنة شقيقه أرسلت له رسالة نصية على الهاتف لمساعدتها بعد إصابتها، فتوجّه إلى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في محاولة لإرسال طاقم لإسعافهم.
وأوضح أنّه بعد ساعتين من اتصال ليان، تواصلت معه شقيقتها رغد طالبة النجدة بعد إصابتها هي الأخرى، وأخبرته أنّ والده ووالدتها وشقيقتها ليان وشقيقها قد استشهدوا، مشيرًا إلى أنّ التواصل مع رغد انقطع عند الساعة الرابعة من مساء أمس.
وأوضح أنّه في اتصال مع هند بعد الساعة الرابعة، قالت له إنّ "الجميع ماتوا، ولم يبق أحد غيري. وأنا مصابة وأنزف. والقصف مستمر باتجاهنا".
وشرح أنّ طواقم الهلال الأحمر توجّهت إلى مكان حصار الطفلة عند الساعة الخامسة مساء، ولا زلنا ننتظر أي معلومة عنهم بعد انقطاع التواصل معهم عند الساعة السابعة مساء أمس الإثنين بشكل نهائي.
لا معلومات منذ 18 ساعة
من جهته، أوضح المدير التنفيذي للهلال الأحمر الفلسطيني بشار مراد، أنّ طاقمه ظلّ لأكثر من ثلاث ساعات على اتصال بالطفلة هند لتهدئتها، في ظل مناشدتها المستمرة لإخراجها من السيارة إلى أن تمّ التنسيق من خلال الارتباط الفلسطيني لتوجّه مركبات الإسعاف إلى المكان.
وأضاف مراد في حديث إلى "العربي" من غزة، أنّ طواقم الهلال الأحمر وصلت إلى المنطقة حيث توجد الطفلة، لكن فُقد الاتصال بهم، ولا يُعرف ما إذا كانوا قد نجحوا في إجلاء هند أم لا.
وأشار إلى أنّه منذ أكثر من 18 ساعة، لا معلومات عن الطفلة هند أو طواقم الهلال الأحمر التي توجّهت لإنقاذها، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال أعلن المنطقة منطقة عسكرية مغلقة ولا يُسمح بوصول سيارات الإسعاف إليها.