كشف المتحدث باسم الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية؛ بهروز كمالوندي أن الانفجار الذي وقع في منشأة نطنز النووية أمس الأحد لم يكن قويًا بما يكفي لتدمير كل شيء، في ما يبدو أنه ردّ على تقارير إسرائيلية تحدّثت عن أضرار كبيرة في المنشأة.
وقال كمالوندي، في تسجيل مصوّر نشرته وكالة "تسنيم" الإيرانية، إن "مركز توزيع الكهرباء في المنشأة تعرّض لانفجار صغير"، مضيفا أنه "لحسن الحظ لم يُصَب أحد بجروح، وبالإمكان إصلاح القطاعات المتضرّرة سريعًا".
وتابع المتحدث: "لم يكن الانفجار قويًا إلى درجة تحطيم كل شيء. في العام الماضي تعرّضنا لحادث، وبعد مرور 8 أشهر تمكن المختصون لدينا من تعويض معظمه، وسنقوم بتعويض خسائر الحادث الجديد".
وفي وقت سابق اليوم الإثنين، أكدت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن "الهجوم الإرهابي" الذي تعرّضت له المنشأة؛ لم يؤثر على عمليات تخصيب اليورانيوم الجارية فيها.
وأضافت أنه سيتمّ قريبًا جعل منشأة نطنز تعمل بقدرة أكبر بزيادة تتجاوز 50%، مؤكدة أنه سيتم بناء عدة مواقع متطورة مخصصة لتخصيب اليورانيوم في قلب الجبال المحصنة.
وتابعت أنه خلال أيام وجيزة سيتم استبدال أجهزة الطرد المركزي المتضررة من الهجوم بأخرى أكثر قدرة وتطورًا، مؤكدة أن برنامج طهران النووي أوسع وأقوى وأكثر رسوخًا من أن يهزّه ما جرى في منشأة نطنز.
طهران ستنتقم من إسرائيل
وتوعّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، بالانتقام للحادثة، مضيفًا أن إسرائيل مسؤولة عما وصفه بـ"العمل التخريبي".
وقال ظريف: "الصهاينة يريدون الانتقام من الشعب الإيراني للنجاحات التي حققها في مسار رفع الحظر الظالم. لكننا لن نسمح بذلك، وسننتقم من الصهاينة على ممارساتهم"، وأكد أن إيران لن تسمح لإسرائيل بالتأثير على المفاوضات النووية، وأن ما حدث في نطنز لن يضعف قدرات بلاده التفاوضية، مشيرًا إلى أنها ستجهز المنشأة النووية المستهدفة بأحدث الأجهزة.
واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، أنه "إذا كان الهدف من استهداف منشأة نطنز، التي تقع تحت الأرض على بعد 400 كيلومتر جنوب طهران، هو دفع الصناعات النووية الإيرانية إلى الوراء، فإن الهجوم لم يكن ناجحًا"، مشيرة إلى أن أجهزة الطرد المركزي التي تعرّضت لأضرار جراء الهجوم كانت من نوع "آي آر واحد" (IR-1).
يأتي ذلك، في وقت أفاد تقرير صحافي بأنّ طهران حدّدت هوية الشخص الذي عطّل تدفق الطاقة الكهربائية في منشأة نطنز النووية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في الموقع.
ونقل موقع "نور نيوز" الإيراني عن مسؤول مطّلع في وزارة الأمن الإيرانية، قوله: "نقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة للقبض على المسبّب الرئيسي للعطل في النظام الكهربائي في منشأة نطنز النووية".
مخاوف غربية على محادثات فيينا
إلى ذلك، اعتبرت الدول الغربية أن حادث نطنز يجب أن لا يقوّض محادثات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان الإثنين:" نأمل ألا يصبح ما حصل، هدية لمعارضي الاتفاق المختلفين، وألا يقوض المحادثات التي تزداد زخمًا"، موضحة أنها تتابع عن كثب "الحادث الخطر".
بدوره، حذّر الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، من أي محاولات لإخراج المحادثات الهادفة إلى إعادة واشنطن إلى الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي، عن مسارها، فيما نبّهت ألمانيا إلى أن التطورات الأخيرة المرتبطة بالمنشأة النووية الإيرانية "غير إيجابية".
كما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول أميركي قوله إنه ليس للولايات المتحدة أي دور في عملية منشأة نطنز. وأضاف المسؤول الأميركي أن واشنطن اطّلعت على التقارير الخاصة بالعملية، لكنها لم تضطلع بأي دور فيها.
من جهتها، وصفت قطر هجوم نطنز بالعمل "التخريبي الخطير الذي من شأنه زيادة حدة التوتر والتأثير سلبًا على أمن واستقرار المنطقة".
وأكدت وزارة الخارجية في بيان، اليوم، دعم دولة قطر الكامل لمسار المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني للوصول إلى تسوية شاملة ومرضية لكل الأطراف.
وجاء حادث نطنز غداة تشغيل عدد من أجهزة الطرد المركزي الجديدة في مجمع الشهيد أحمدي روشان، أحد المراكز الرئيسية للبرنامج النووي الإيراني.
ويأتي هذا "الحادث" بعد أقل من شهر من إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران استأنفت التخصيب في منشأة نطنز، وبعد أقلّ من عام من إلقاء اللوم على إسرائيل -من قبل تقارير أجنبية- بسبب هجوم على المنشأة، ورد أنه أثّر على إيران.
كما يأتي الحادث أيضًا مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، وسط عدد من الهجمات على السفن البحرية الإيرانية والإسرائيلية، حيث تزعم التقارير الأخيرة أن إسرائيل ضربت عشرات السفن الإيرانية في السنوات الأخيرة.
كما يتزامن الحادث مع بدء المباحثات بين إيران ومسؤولين أوروبيين وأميركيين لمناقشة إمكانية إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015.