لم تهدأ الهجمات الروسية على أوكرانيا، حيث يستمر قصف المواقع شرق البلاد، وسط حديث عن بدء مرحلة جديدة من الحرب.
وتتحدث وزارة الدفاع الروسية عن استهداف جديد لميناء أوديسا الواقع جنوب غربي أوكرانيا، وهو هدف تكرر ضربه.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف: "إن صواريخ بعيدة البعيدة دمّرت مستودعًا في مصنع بمدينة أوديسا كانت تخزن فيه صواريخ هاربون المضادة للسفن والتي تم تسليمها إلى أوكرانيا من دول الناتو".
ومن بين الأهداف الروسية، قاذفات صواريخ هيماريس الأميركية التي تحدّث عنها مسؤول أوكراني بالقول إنها "ستستهدف مواقع في شبه جزيرة القرم". فربما هي مرحلة جديدة من الحرب تبدأ باستهداف القرم.
مرحلة جديدة من الحرب
وهناك رؤية أخرى، فمن الواضح أن الاستعدادات الروسية على قدم وساق للمرحلة التالية من الحرب بحسب المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية. وربما يصح تسميتها المرحلة الثالثة بعد أن أخفقت موسكو في السيطرة على العاصمة كييف وركّزت حربها شرقي البلاد.
ويدعم هذه الرؤية إعلان وزارة الدفاع البريطانية أن موسو تعيد تجميع قواتها لشن هجوم على مدينة سلافيينس.
ويقول رئيس هيئة الأركان العسكرية البريطانية توني راداكين: "إن أهداف حرب بوتين ليست عسكرية بل عشوائية والمسار الروسي مستمر لأن بوتين يحكم نظامًا مستقرًا. نحن نرى أن بوتين تمكن من سحق أي معارضة وبعد ذلك نرى تسلسلًا هرميًا استثمره الرئيس، لهذا السبب سيستمر التحدي الذي تسببه روسيا على هذا النحو في العام الراهن واللاحق والذي سيأتي بعده، سيستمر هذا الوضع فترة طويلة".
ويرسم استمرار هذه الأوضاع كما هي عليه لفترة طويلة حيرة بشأن ما يمتلكه الطرفان، روسيا وحلفاؤها مقابل أوكرانيا والغرب، من خيارات وقدرة على الاستمرار في حرب باتت تداعياتها عالمية.
ويؤكد الباحث السياسي ديمتري بريجع أن الحرب في أوكرانيا دخلت مرحلة جديدة حيث تدور المعركة الآن حول خاركيف أهم المدن الأوكرانية التي تريد روسيا السيطرة عليها إضافة إلى أوديسا.
ويقول في حديث إلى "العربي" من موسكو: "أعتقد أن المعركة ستتحول نحو المدن الكبرى في أوكرانيا والمدن القريبة من البحر الأسود".
إستراتيجية روسية جديدة
ويشير بريجع إلى أن الجيش الروسي يتبع إستراتيجية مختلفة عن تلك التي اتبعها عند بدء الهجوم على أوكرانيا، لافتًا إلى تحول المعارك إلى طويلة الأمد حيث يتم إدخال أسلحة جديدة. ويؤكد على دور الأسلحة الغربية في تغير الاستراتيجية الروسية.
كما يعتبر بريجع أن أوديسا هي هدف روسيا، وإذا سيطرت عليها قد تغير إستراتيجيتها وقد تحرز تقدمًا نحو مدن أخرى.
ويرى الباحث السياسي أن المعركة قد تطول، لافتًا إلى أن التغيرات التي أحدثها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على صعيد القيادات العسكرية نابعة من المخاوف من حدوث أي انقلاب داخل الحكومة.
