الأربعاء 11 Sep / September 2024

معاناة إنسانية وأعداد هائلة لشهداء غزة.. إسرائيل تواجه انتقادات واسعة

معاناة إنسانية وأعداد هائلة لشهداء غزة.. إسرائيل تواجه انتقادات واسعة

شارك القصة

نزح 90% من سكان قطاع غزة يعيش كثير منهم في خيام ويحتمون من البرد بما يتوفر من بطانيات أو ملابس
نزح 90% من سكان قطاع غزة يعيش كثير منهم في خيام ويحتمون من البرد بما يتوفر من أغطية أو ملابس - الأناضول
ركّزت صحف عالمية على المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، متّهمة الإدارة الأميركية بالتغاضي عن تطبيق القانون الدولي عندما يتعلّق الأمر بإسرائيل.

مع انكشاف الروايات الإسرائيلية، وبعد محاولة التعتيم على أعداد الضحايا المدنيين في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بدأت صحف غربية بتسليط الضوء على تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع والمطالبة بوضع حد للانتهاكات.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالًا مشتركًا لمجموعة مسؤولين في منظمات إنسانية، تحدثوا فيه عن المعاناة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة، وقالوا إنّ معظم منظماتهم في غزة تعمل منذ عقود ولكنّها لا تستطيع أن تقوم باللازم لتخفيف المعاناة من دون وقف فوري وكامل لإطلاق النار وإنهاء الحصار.

وأشاروا إلى أنّ حجب المياه والوقود والغذاء والسلع الأساسية الأخرى أدى إلى ظهور حجم هائل من الاحتياجات التي لا يمكن للمساعدات وحدها أن تلبيها.

وأضافوا أنّ الأحداث المروعة تكشف عن اللامبالاة في مواجهة معاناة لا تُوصف، والتحيّز في تطبيق قوانين النزاع، وإفلات الجهات التي تنتهك القانون الإنساني الدولي من العقاب.

تدمير النسيج الاجتماعي بغزة

من جهتها، تحدّثت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن تدمير النسيج الاجتماعي في غزة، بعد أن فقدت نحو 1550 عائلة الكثير من أفرادها نتيجة الغارات الإسرائيلية، ما يترك تداعيات اجتماعية وتاريخية ونفسية.

ونقلت الصحيفة عن طبيبة في منظمة "إنقاذ الطفولة" قولها: إنّ شبان غزة يواجهون مستويات متعددة من الصدمات، خصوصًا الأطفال الذين يشاهدون الموت بشكل مباشر.

إدارة بايدن لا تدافع عن القواعد الدولية

أما صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فتناولت أوضاع آلاف النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيرة إلى أنّه بعد نزوح 90% من سكان قطاع غزة، يعيش كثير منهم الآن في خيام ويحتمون من البرد بما يتوفر من بطانيات أو ملابس.

ورأى الصحفي بيري باكون أنّ دعم إدارة جو بايدن القوي لإسرائيل وهي تدمر غزة وتقتل المدنيين الفلسطينيين عشوائيًا، هو أحدث تذكير بأداء الحكومة الأميركية السيء وأنّها لا تدافع عن الديمقراطية والحرية كما تدعي.

وأضاف باكون أنّ المسؤولين الأميركيين يشكون بسبب عدد المدنيين الذين قتلوا في غزة، لكنّ الإدارة تواصل تقديم الدعم العسكري والدبلوماسي لإسرائيل، قائلًا: "من الواضح أن الولايات المتحدة لا تدافع عن القواعد والأعراف الدولية إذا انتهكها أحد حلفائها".

وأكد أنّ استمرار الولايات المتحدة بدعم تصرفات إسرائيل في غزة يزيد من تآكل مصداقية أميركا على الساحة الدولية.

لا لتمرير الدعم العسكري لإسرائيل

وفي مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، رأى ديلان ويليامز أنّه مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين الفلسطينيين وتزايد الخلافات بين الحكومتين الأميركية والإسرائيلية بشأن الحرب، لا يمكن تمرير الدعم العسكري لإسرائيل دون التفكير بتبعاته.

وأضاف أنّ العدد الهائل من الضحايا المدنيين وأغلبيتهم من النساء والأطفال، دليل قاطع على أن إسرائيل لم تلتزم باتخاذ جميع الاحتياطات المعقولة لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين وإلحاق الضرر بالبنى التحتية.

واستنتج الكاتب أنه بدلًا من الاستمرار في تقديم ضمانات بأن الإدارة ستواصل الضغط على إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي وهي مطالب تجاهلتها الحكومة الإسرائيلية، يجب على الكونغرس اتخاذ خطوات لضمان نهاية هذه الحرب بدلًا من تمويل الأعمال التي تضر بالأمن البشري والاستقرار الإقليمي والنظام الدولي.

25 ألف هجوم على غزة

وأكد تحقيق لمجلة "نيوزويك" الأميركية عن أعداد الضحايا المدنيين استنادًا إلى معلومات من مسؤولين عسكريين وعدد من الخبراء، أنّ الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين باتت القضية الرئيسية في حرب غزة، وأنّ العدد الكبير من الضحايا أثار اتهامات بارتكاب إسرائيل جرائم حرب، بل حتى إبادة جماعية، على افتراض أن المدنيين يستهدفون عمدًا.

وأضافت المجلة أنّه وفقًا لمعلومات لم تنشر من قبل، فقد هاجمت إسرائيل نحو 25 ألف هدف في غزة، وأسقطت نحو 140 ألف قذيفة، 60% منها قذائف مدفعية و40% من الطائرات.

وتعليقًا على المعطيات، قال كين روث المدير السابق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، إنّه من الصعب تصديق أن مثل هذا الدمار الواسع النطاق كان ضروريًا لمواجهة التهديد الذي تشكّله حماس.

وأكد روث أنّه بموجب القانون الدولي، فإن مبدأ التناسب يتطلب الامتناع عن شنّ هجمات من شأنها أن تلحق أضرارًا بالمدنيين، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليل المخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close