تأنيبًا لروسيا على الهجوم الذي تشنّه ضد أوكرانيا، تتوالى العقوبات السياسية والمالية بحقها منذ الأيام الأولى للحرب. وكما الرياضة، لم يبق الفن بعيدًا عن تلك الجزاءات.
فقد أعلنت باريس مقاطعتها الموسيقي الروسي الشهير فاليري غيرغييف، الذي كان من المقرر أن يقود أوركسترا روتردام.
وأكد عمدة ميونخ أنه "لن تكون هناك حفلات أخرى لأوركسترا ميونخ تحت إشراف غيرغييف".
وكانت هذه الأوركسترا قد أمهلت الموسيقي الروسي حتى الإثنين الماضي لاتخاذ موقف ضد هجوم موسكو على أوكرانيا، غير أن الموعد النهائي مرّ من دون رد منه.
فنانون روس في مرمى نيران العقوبات الغربية 👇#أوكرانيا #روسيا #الحرب_الروسية_الأوكرانية تابعوا المزيد عبر البث المباشر للتلفزيون العربي على يوتيوبhttps://t.co/DUMyi3CyCS pic.twitter.com/wZGySq9MEB
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 6, 2022
وانضمت إلى المقاطعة دار أوبرا "لا سكالا" في إيطاليا، وأفادت بأنها استبعدت غيرغييف من العروض المقبلة لأوبرا تشايكوفسكي، بعد أن أعطته فرصة إيضاح رأيه والتحدث لصالح حلّ سلمي للنزاع.
وفيما امتنع غيرغييف عن التحدث علنًا بعد هجوم موسكو، إلا أنه أثبت ولاءه بشدة سابقًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعبّر مرارًا عن إعجابه به.
إضافة إلى ذلك، أُلغيت حفلة عازف البيانو الروسي دينيس ماتسويف في مسرح الشانزليزيه المقرّرة نهاية شهر مايو/ أيار، وعروض أخرى بسبب موقفه الداعم لبوتين.
أما قائد الأوركسترا الروسي توجان سوخيف فقد أعلن مغادرته لمنصبه كمدير موسيقي لمسرح بولشوي في موسكو والأوركسترا الوطنية لمسرح كابيتول في مدينة تولوز الفرنسية، مشيرًا إلى أنه تعرض لضغوط من أجل اتخاذ موقف حيال الأحداث في أوكرانيا.
وكتب في بيان: "أعلم أن الكثير من الناس ينتظرون أن أعبّر عن موقفي حيال ما يجري حاليًا" في أوكرانيا.
وأضاف: "بعض الناس يشككون في رغبتي في السلام، ويعتقدون أنني كموسيقي يمكنني التحدث عن أي شيء آخر غير السلام على كوكبنا، هو أمر صادم ومهين بالنسبة لي".
بموازاة ذلك، أعلن فنانون روس تعليق حفلاتهم في بلدهم الأم تضامنًا مع أوكرانيا، ومنهم الفنان الروسي فاسيلي بيترينكو، المدير الفني في أوركسترا السمفونية الأكاديمية التابعة للدولة في الاتحاد الروسي.
ردود فعل متباينة
وأثارت المقاطعة الفنية لروسيا ردود فعل متباينة على منصات التواصل الاجتماعي. وبينما أيد البعض مقاطعة الفنانين الروسي بسبب مواقفهم السياسية من الاعتداء الروسي على أوكرانيا، نادى آخرون بفصل الفن عن السياسة.
ووصفت المحللة ماريا ديبوفيكييفا حظر الفنانين الروس في جميع أنحاء العالم بـ "خسارة كبيرة للعالم".
أما الصحافية ميشال ديميشافيتش فرأت أن المقاطعة الثقافية أمر مخزٍ، مشددة على أن "الفن ليس مسؤولًا عن الحرب". وأردفت: "لا يمكن حجب الفن أو حظره، ولا يمكن معاقبة الفنانين".
إلى ذلك، أكد الناشط مايكل وايزمن أن الأمر لا يستهدف الفنانين الروس جميعهم، بل هؤلاء الذين يخدمون أغراض بوتين. وأضاف أن هناك عددًا لا يستهان به من الفنانين الروس، الذين لم يسمحوا لبوتين أن يستخدمهم كأدوات دعائية.
واعتبرت الكاتبة بولين بورك أن الوقت حان لمنع المتواطئين في حرب فلاديمير بوتين مدى الحياة من جميع قاعات الحفلات ودور الأوبرا في العالم.
ويستمر القتال بين القوات الروسية والأوكرانية لليوم الحادي عشر على التوالي، وأفادت بعثة مراقبة تابعة للأمم المتحدة اليوم الأحد، أنه تم تأكيد مقتل ما لا يقل عن 364 مدنيًا في أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي، فيما أُصيب 759 آخرون، رغم أن الأعداد الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك بكثير.