الثلاثاء 15 أكتوبر / October 2024

مقاطع تعكس المأساة.. أصوات أطفال غزة توثق ويلات الحرب

مقاطع تعكس المأساة.. أصوات أطفال غزة توثق ويلات الحرب

شارك القصة

سرقت الحرب من أطفال غزة طفولتهم وأمانهم
سرقت الحرب من أطفال غزة طفولتهم وأمانهم - غيتي
وثقف مقاطع مصورة وتسجيلات صوتية على مدار عام من الحرب مواقف بلسان أطفال غزة ستحفر في أذهان من سمعها لوقت طويل.

سلبت آلة القتل الإسرائيلية من أطفال غزة طفولتهم وحياة الآلاف منهم، فقد سرقت الحرب من نجا منهم الأمان والمأوى والعائلة والحق في الحياة والتعليم.

وعلى مدار عام، وثقت مقاطع مصوّرة وتسجيلات صوتية مواقف بلسان أطفال غزة ستحفر في أذهان من سمعها لوقت طويل. 

"هذا حلم ولا بجد؟"

فقد نشر عبد الله العطار على صفحته في إنستغرام، في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 2023، مقطعًا صوتيًا لطفلة تسأل المسعف: "عمو، بدي أسألك شغلة، عمو، عمو، هذا حلم ولا بجد؟ هذا حلم ولا جد؟" ليرد عليها المسعف: "لا تخافي". فألحّت الطفلة بالقول: "قل لي!"، وكأنها تتمنى أن يكون ما تعيشه مجرد حلم.

وفي مشهد يدمي القلوب، نُشر في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ودّع طفل فلسطيني شقيقه الشهيد طالبًا الحصول على شعرة من أخيه. صاح الطفل: "بدي شعرة منه، بدي شعرة منه"، فأُعطي شعرة. وقال له أحد المرافقين: "حبيبي، خليهم يروحوا يدفنوا بسرعة"، ليودع الطفل شقيقه باكيًا: "مع السلامة يا عمري، مع السلامة يا قلبي".

"الحرب خربتني"

طفل آخر، لخّص بكلمات ممزوجة بالدموع مأساة النزوح ومشقة تأمين لقمة العيش في ظل الحرب. ففي مقطع جرى تداوله في الثاني من أكتوبر الماضي، يصرخ الطفل: "يعني أنا ولد صغير مش زلمة، أنا أنا صغير أنا بطلع الساعة 5 الصبح بقدرش أشوف أميتي (أمي)، نفسي أعيش أنا بطالب يعيشوني".

وعن ما فعلت الحرب بها، تقول طفلة غزية في مقطع فيديو نشرته مريم أشرف على حسابها على موقع إنستغرام في 13 مارس/ آذار الماضي: "أنا كنت ما أحلاني، كنت هالقد، ما كنتش هيك أنا، كنت أحلى من هيك، كنت أجمل بس الحرب.. خربتني!".

شهود على القتل

وفي مقطع مصوّر نُشر في مارس/ آذار 2024، روى الطفل فيصل الخالدي مشاهداته لإعدام والديه على يد الاحتلال، قائلًا: "إمي كانت حامل لما إحنا رحنا على المدرسة خشوا على الصالون وطخوا إمي ببطنها، كانت حامل.. بالشهر السابع".

وعندما سؤل عن أبيه أجاب فيصل: "أبوي كان نايم، وعندما صحا مات هو وأمي. سؤل فيصل: "أمام، أنت رأيت؟ ماذا رأيت؟" فيجيب الطفل: "طلعوهم على الممر، وطخوهم قدامي".

مشهد وداع آخر وثقته مواقع التواصل ونشره حساب إسماعيل جود في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2024. وقالت طفلة وهي تتعرف على جثمان والدتها: "هي هي هي! والله هي! أنا بعرفها من شعرها! ليش يا ربي أخذتها مني؟ ليش أخدتها مني يا الله! والله ما بقدر أعيش من دونك يمّا! يمّا.. يمّا.. ليش يمّا؟"

ومن سينسى صوت الطفلين الذين أنقذهما رجال الإنقاذ فشكراهم: "شكرًا شكرًا يا إسعاف شكرًا أنا بحبكم كتير بنحبكم بنحبكم بنحبكم كتير". وقد انتشر الفيديو بشكل كبير على منصات التواصل محققًا آلاف المشاهدات.

استغاثة هند

كذلك حفرت قصة الطفلة هند رجب ذات السنوات الست وكلماتها في الذاكرة، فهي الطفلة التي استهدف جيش الاحتلال سيارة أهلها وحاصروها في منطقة تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة. 

فبعد أن قتل الاحتلال جميع من كان معها وقبل أن تنضم إليهم شهيدة اتصلت الطفلة هند بالهلال الأحمر ودار بينها وبين مسعفة حديث قد لا يُنسى نشره الهلال الأحمر في 31 يناير/ كانون الثاني 2023. 

قالت الطفلة للمسعفة: "خذيني تعالي أمانة كتير خايفة تعالوا! رني على حد يجي ياخدني أمانة! لترد المسعفة: "طيب يا حبيبتي رح آجي آخذك هلأ عمو من الهلال عماله بنسق عشان إحنا نقدر نيجي ناخذك حواليك في ضرب رصاص؟" فتجيب هند: ""أه خذيني"، فترد المسعفة: " يا حبيبتي والله بدي أخذك بس مش بايدي هلأ".

ثم عُثر على جثمان الشهيدة الطفلة هند رجب وخمسة من أفراد عائلتها، بعد 12 يومًا من فقدان الاتصال بهم.

وفي ذاكرة العالم، ستبقى صرخة طفل غزي نشرها محمد سلامة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر في 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وفي المقطع يسأل الطفل بحرقة: "وين العرب؟ وين العرب؟ وين المسلمين؟ وينهم بحكو فينا وبيسولناش إشي؟!".

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة