منذ بدء الحرب في أوكرانيا، زوّدت عدد من الدول الأوروبية كييف بأنواع مختلفة من المعدّات العسكرية والأسلحة، لكن تبيّن انّ جزءًا كبيرًا منها قديم وغير قابل للاستخدام، وفق ما كشف عنه موقع "بيزنس إنسايدر" الأميركي.
وخير مثال على ذلك، إرسال نحو 100 دبابة إلى أوكرانيا بعد شراكة ألمانية دنماركية هولندية، من طراز "ليوبارد1A"، يبلغ الواحدة منها 42 طنًا وتعمل بالديزل.
ومع أنّ ألمانيا كانت قد أخرجت تلك الدبابات من الخدمة، إلا أنّ وزارة الدفاع الألمانية وصفتها لحظة تسليمها إلى كييف بأنها "قوية وحازمة للدفاع الأوكراني".
ويرى البعض أنّ ألمانيا وغيرها من الدول الحليفة لأوكرانيا، لم تفعل سوى التخلص من الترسانات العسكرية القديمة لاستبدالها بأسلحة أحدث.
استبدال الترسانة القديمة بأسلحة أحدث
في السياق نفسه، أعلنت السويد عن صفقة لبيع نظامها "أرتشر" من سلاح المدفعية الذاتية الحركة إلى بريطانيا، ما يتيح للندن منح نظام مدفعيتها القديم "أي أس 90" إلى أوكرانيا.
كذلك بيّن التقرير الأميركي أن بولندا ستنقل إلى أوكرانيا، 4 طائرات مقاتلة من نوع "ميغ 29" السوفيتية التصنيع، مقابل مطالبتها حلف شمال الأطلسي "الناتو" بتجديد ترسانة أسلحتها.
وفي شهر أبريل/ نيسان من العام الماضي، أرسلت سلوفاكيا منظومة "إس 300" السوفيتية الصنع إلى أوكرانيا، ليعلن بعدها الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلاده ستقدم منظومة "باتريوت" الصاروخية لسلوفاكيا.
ولا يقف حد التخلص من الترسانة السوفيتية التصنيع والتي تعود إلى حقبة ما قبل عام 1991، بل هناك عدد كبير من دول أوروبا الشرقية التي زودت أوكرانيا بأسلحة قديمة من الحقبة نفسها، مقابل حصولها على أسلحة غربية حديثة.
إلى ذلك، أشارت تقارير صحفية غربية، إلى أن "أصدقاء كييف" في الغرب، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، يفضلون تجنب التكاليف الباهظة في تفكيك الأسلحة القديمة، ويعمدون لإرسالها عوض ذلك إلى أوكرانيا.
دول أوروبية تقدّم لكييف "ما لا تحتاج إليه"
وتعليقًا على هذا الموضوع، يؤكد الخبير الأمني البريطاني، بول جيبسون، أن ألمانيا والدنمارك أرسلتا دبابات يعود تاريخ صناعتها إلى 40 عامًا، معتبرًا أنه من غير الممكن استخدامها في المعركة المندلعة بين القوات الأوكرانية والروسية.
ويجزم جيبسون في حديث إلى "العربي" من لندن، أن "إرسال الأسلحة المتطورة إلى كييف بعيد المنال".
لكن جيبسون يلفت إلى أنه بالنظر إلى الأسلحة المقدمة إلى أوكرانيا بداية عام 2023 من قبل "الناتو"، فإنّ هناك فائضًا يزيد عن حاجة كييف.
ويوضح أنّ هذه الأسلحة تم استخدامها في العراق وأفغانستان والبلدان الأوروبية ليست بحاجة إليها، "ولذلك فضلوا تقديمها إلى كييف".
