الإثنين 16 Sep / September 2024

منذ انسحاب روسيا.. وصول ثاني سفينة قمح أوكراني إلى اسطنبول

منذ انسحاب روسيا.. وصول ثاني سفينة قمح أوكراني إلى اسطنبول

شارك القصة

تقرير أرشيفي لـ"العربي" حول ترقب سوق الحبوب لزيارة أردوغان إلى روسيا (الصورة: غيتي)
هذه هي الثانية من بين ناقلتين للبضائع السائبة التي تغادر الميناء باستخدام ما تسميه كييف ممرًا إنسانيًا مؤقتًا جديدًا.

أفادت مواقع متخصصة في متابعة حركة الملاحة البحرية اليوم الأحد، بوصول سفينة قمح أوكراني إلى اسطنبول عبر البحر الأسود، وهي الثانية التي تبحر من أوكرانيا رغم التهديدات الروسية بضرب أيّ سفن تنطلق من هذا البلد أو تتوجه إليه.

وانطلقت الجمعة الفائتة السفينة "أرويات" التي ترفع علم جزر بالاو من مرفأ تشورنومورسك جنوب أوديسا، سالكة ممرًا بحريًا أقامته كييف للالتفاف على الحصار الذي تفرضه روسيا منذ انتهاء العمل بالاتفاق الدولي لتصدير الحبوب الأوكرانية في يوليو/ تموز الماضي، ووفقًا لوكالة "فرانس برس".

تنقل 17600 طن

وأورد موقعا "مارين ترافيك" و"فيسل فايندر" أن سفينة أرويات التي تنقل 17600 طن من القمح الأوكراني الموجه إلى مصر، كانت في الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش الأحد، عند المخرج الجنوبي لمضيق البوسفور في بحر مرمرة.

وسبق أن أفاد أولكسندر كوبراكوف نائب رئيس الوزراء الأوكراني قبل يومين، بأنّ السفينة "أرويات" غادرت ميناء تشورنومورسك بعد تحميل 17600 طن من القمح الأوكراني إلى مصر.

وهذه هي الثانية من بين ناقلتين للبضائع السائبة التي تغادر الميناء باستخدام ما تسميه كييف ممرًا إنسانيًا مؤقتًا جديدًا.

أما السفينة "ريزيليانت أفريكا" الأصغر بكثير فقد غادرت يوم الثلاثاء الماضي، لتجرب المسار بشحنة ثلاثة أطنان فقط.

روسيا وأوكرانيا من كبار الدول المصدرة للحبوب على مستوى العالم - غيتي
روسيا وأوكرانيا من كبار الدول المصدرة للحبوب على مستوى العالم - غيتي

مقترحات غير واقعية

في غضون ذلك، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة وأوروبا بأنهما "يتعاملان بازدراء" مع بقية دول العالم وسط معركة لكسب الدول النامية.

وقال الوزير الروسي، إنّ بلاده لا ترفض جهود الأمم المتحدة لإحياء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، لكن أحدث اقتراح لها في هذا الصدد غير واقعي.

وفي رسالة إلى لافروف الشهر الماضي، حدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أربعة إجراءات يمكن للمنظمة الدولية تسهيلها لزيادة صادرات روسيا من الحبوب والأسمدة، في محاولة لإقناع موسكو بالعودة إلى اتفاق البحر الأسود.

وخلال مؤتمر صحفي في الأمم المتحدة بعد خطابه أمام الجمعية العامة قال لافروف: "لقد شرحنا للأمين العام لماذا لن تجدي مقترحاته نفعًا. نحن لا نرفضها. إنها ببساطة غير واقعية. لا يمكن تنفيذها".

وروسيا وأوكرانيا من كبار الدول المصدرة للحبوب على مستوى العالم.

"حل الصراع في ساحة المعركة"

وأضاف وزير الخارجية الروسي أن خطة السلام المكونة من 10 نقاط التي روجت لها كييف "غير عملية على الإطلاق"، وأن حل الصراع سيكون في ساحة المعركة إذا تمسكت أوكرانيا والغرب بها.

وحضر كل من لافروف والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اللذين سافرا إلى نيويورك للتحدث أمام الأمم المتحدة شخصيًا للمرة الأولى منذ الهجوم الروسي، اجتماعًا لمجلس الأمن الدولي بشأن أوكرانيا لكنهما لم يلتقيا.

وبعد أن هاجمت روسيا أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، قالت الأمم المتحدة إن الحرب تسببت في تفاقم أزمة غذاء عالمية وظهر صراع دبلوماسي جديد، حيث تسعى كل من موسكو وكييف لكسب الدول الأكثر تضررًا من الحرب وهي الدول الفقيرة والنامية.

جهود لإحياء اتفاق الحبوب

وساهم اتفاق تاريخي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو 2022 في تخفيف أزمة الغذاء على نحو ضئيل من خلال السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية بشكل آمن عبر البحر الأسود وخفض الأسعار العالمية، لكن روسيا انسحبت منتصف يوليو/تموز الفائت من الاتفاق.

وعزت موسكو الانسحاب من الاتفاق لعدم الوفاء بالوعود التي تلقتها لتعزيز صادراتها، في وقت تبذل فيه تركيا جهودًا لإعادة إحياء الاتفاق من جديد، كونه أتاح تصدير حوالي 33 مليون طن من الحبوب خلال عام.

وقد طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 10 من الشهر الجاري بعدم "تهميش" روسيا في المحادثات الرامية إلى إحياء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وأوضح الرئيس التركي، بعد اختتام قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، أن "اجتماعًا بهذا الشأن سيعقد مع ممثلي روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة من دون تحديد التاريخ أو المكان".

وكانت سفينة تحمل 3000 طن من القمح وترفع أيضًا علم جزر بالاو وصلت الخميس الفائت إلى اسطنبول بعدما أبحرت من مرفأ تشورنومورسك.

وتسعى كييف لإقامة طرق إمداد إلى إفريقيا للتصدي فيها لنفوذ روسيا التي وعدت بعض دول القارة هذا الصيف بتسليمها كميات من القمح مجانًا.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close