احتضنت قرية عين اللوح في محافظة إفران وسط المغرب فعاليات الدورة الحادية والعشرين للمهرجان الوطني لفن أحيدوس.
وكانت هذه الموسيقى قد وُلدت في جبال الأطلس، قبل أن تعود إليها في موعد جديد يتأكد معه أن هذا النمط ما زال يمثل هوى سكان هذه القبائل.
فهذه الموسيقى لا تشكل بالنسبة لهؤلاء مجرد إيقاعات، بل ديوان قراهم ومؤرخها الذي يذكرهم إذا نسوا.
الرقصة الجماعية
وتعني كلمة أحيدوس بالأمازيغية الرقصة الجماعية، فأساس هذا الفن رقص وشعر وإيقاع وغناء.
وبينما تغيب المعطيات الدقيقة التي تؤرخ ظهور هذا الفن، إلا أن ما هو متوافر يؤكد أن أحيدوس هو تراث شفهي عريق اتخذه الإنسان الأمازيغي منذ القدم أداة للتواصل.
وعليه، كان وجوده من وجوده، وجزءًا من حضور الثقافة الأمازيغية في قبائل الأطلس بمختلف مظاهره.
"يحيي التراث المغاربي"
ولم يغفل الجمهور المغربي دورة هذا العام من المهرجان الوطني لفن أحيدوس، فجاء الحضور إلى عين اللوح من كل قرية وجبل.
وإلى هناك أيضًا، حضرت 80 فرقة تمثّل هذا الفن، كان قد تم اختيارها من مختلف المناطق الأمازيغية في منطقة الأطلس.
ويقول مراد الشنتيح، أحد الحاضرين في المهرجان، إن مدينة عين اللوح باتت سياحية، لافتًا إلى أن الفعاليات المقامة تحيي التراث المغاربي.
وبينما تشكل موسيقى الثقافات، قبل أن تكون طقوس فرح واحتفاء، نشرات موجزة لأيام الناس وأحوالهم، فإن من الأغنيات التي تم أداؤها ما تحدث عن جائحة كورونا وما خلفته في نفوس الناس، بينما حكت أخرى بكلمات أمازيغية عن بئر يابسة وجفاف أتى على الزرع والضرع.